واشنطن بوست الإخوان استعرضوا قوتهم أمام المجلس العسكرى فى مليونية الثلاثاء علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على التزامن بين التظاهرات التى شارك فيها الآلاف من المواطنين المصريين للاحتجاج على الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره مؤخرًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة من ناحية، والتقارير التى انتشرت حول تدهور صحة الرئيس السابق حسنى مبارك من ناحية أخرى. وأضافت أن هذا التزامن قد يؤدى إلى مزيد من الغموض حول الأزمة السياسية التى تعيشها مصر حاليًّا. وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات التى تمت أمس الثلاثاء، بناءً على دعوة من جانب جماعة الإخوان المسلمين، كانت بمثابة استعراض للقوة أمام جنرالات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر، والذى تولى مقاليد الأمور فى البلاد منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تلك التظاهرات قد اندلعت نتيجة مخاوف كبيرة قد ثارت فى الشارع المصرى حول عودة السلطوية العسكرية، نتيجة القرارات والإجراءات الأخيرة التى اتخذها المجلس العسكرى، والمتمثلة فى حل البرلمان، وكذلك إصدار الإعلان الدستورى المكمل. وأوضحت الصحيفة أن الرد الذى تبناه الرأى العام جراء قرارات العسكرى قد اتسم بقدر كبير من السلمية، إلا أن العديد من المحتجين قد حذروا من احتمالية تغير الوضع إذا أصر القادة العسكريون للبلاد على تمسكهم بالسلطة خلال المرحلة المقبلة، على الرغم من انتخاب رئيس جدبد للشعب المصرى. من ناحية أخرى أبرزت الصحيفة الأمريكية أن تقارير عدة قد خرجت فى الآونة الأخيرة حول تدهور صحة الرئيس السابق حسنى مبارك، رغم أن ذلك كان من الأمور المجرمة إبان عهده، موضحة أن تلك التقارير لم تعد مقبولة بشكل كبير من جانب الشارع المصرى على اعتبار أن مثل هذه التقارير تهدف فى الأساس إلى كسب تعاطف المصريين. كما أعرب مركز كارتر بالولايات المتحدة، والذى قام بمراقبة الانتخابات الرئاسية فى مصر، عن قلقه من جراء القرارات الأخيرة، والتى أدت إلى تشويه الانتخابات التى كانت سليمة من الناحية الإجرائية. وأكد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر أن الخطوات التى تم اتخاذها مؤخرًا تعد غير ديمقراطية، معربًا عن عميق قلقه بصددها، مطالبًا المؤسسة العسكرية غير المنتخبة بعدم التدخل فى صياغة الدستور الجديد للبلاد. نيويورك تايمز تدهور صحة مبارك يزيد الغموض فى المشهد المصرى علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على تدهور صحة الرئيس السابق حسنى مبارك، ونقله إلى المستشفى العسكرى بالمعادى أمس الثلاثاء، موضحة أن تدهور حالة مبارك الصحية سوف يزيد الوضع السياسى فى مصر غموضًا، فى الوقت الذى تسعى فيه جماعة الإخوان المسلمين إلى حسم صراعها مع العسكرى حول السلطة فى البلاد. وأضافت الصحيفة أن الأخبار التى انتشرت مساء أمس الثلاثاء حول تدهور صحة الرئيس السابق، والتى أكد بعضها وفاته إكلينيكيًّا، قد تزامنت مع التظاهرات التى نظمها آلاف المحتجين الذين خرجوا للاحتجاج على سياسات المجلس العسكرى الحاكم، وقراراته التى منحته سلطات واسعة فى مواجهة الرئيس الجديد للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن تدهور حالة مبارك الصحية قد يؤدى إلى مزيد من الأزمات السياسية على الساحة المصرية، خاصة فى ظل تضارب الأنباء حول الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أعلن كلا المرشحين فوزه بأغلبية الأصوات خلال جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية. وأبدى العديد من المحللين تعجبهم الشديد من حالة فقدان الوعى التى أصابت الرئيس السابق فى مثل هذا التوقيت من الصراع الذى تشهده البلاد حول السلطة التى جلس مبارك على قمتها لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، وهو ما دفع المحلل السياسى ضياء رشوان – فى تصريح ذكرته نيويورك تايمز – للقول: إن مبارك يرى نفسه رئيسًا أبديًّا، وبالتالى هو لا يريد أن يسمع اسم خليفته على كرسى الرئيس. وتابعت "نيويورك تايمز": إن المؤسسة العسكرية قد أصدرت إعلانًا دستوريًّا مكملاً، من أجل توسيع صلاحياتها على حساب السلطات التى سوف يتمتع بها الرئيس الجديد، وهو ما سوف يمنح جنرالات المجلس العسكرى والسلطة القضائية نفوذًا كبيرًا أثناء كتابة الدستور الجديد الذى سوف يحكم البلاد خلال المرحلة المقبلة. وأبرزت الصحيفة كذلك ما ذكره الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر حول ما تعرض له العديد من المراقبين الدوليين – على عكس ما شهدته الجولة الأولى – من تخويف أعاقهم عن ممارسة مهامهم فى مراقبة جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التى شهدتها مصر قبل يومين، معربًا عن قلقه الشديد جراء ما حدث. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت أنها سوف تقوم بحشد الرأى العام وأنها تقاتل من أجل الوصول إلى السلطة، لذا فقد دعت إلى حشد التظاهرات فى ميدان التحرير أمس الثلاثاء للاحتجاج على القرارات والإجراءات التى اتخذها المجلس العسكرى مؤخرًا. وقالت الصحيفة: إنه فى الوقت الذى خرجت فيه تظاهرات الأمس خرج مبارك هو الآخر من غرفة العناية الفائقة بمستشفى سجن طرة إلى مستشفى المعادى العسكرى بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل كبير. وأضافت الصحيفة أن موقف الرئيس الجديد من مبارك كان إحدى القضايا الجدلية فى الشارع المصرى، خاصة بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد فى أوائل الشهر الجارى، قبيل انطلاق جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الحالية، فى ظل حالة عد الرضا التى أصابت قطاعًا كبيرًا من المصريين جراء الأحكام التى صدرت ضد مبارك ومعاونيه. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التقارير حول تدهور صحة الرئيس السابق قد تزايدت بشكل كبير بعد الحكم القضائى المذكور، وهو ما دفع العديد من المتابعين للمشهد المصرى للقول: إن تلك التقارير تهدف إلى قياس رد فعل الشارع حول نقل مبارك من مستشفى السجن إلى أحد المستشفيات العسكرية الأكثر تجهيزًا.