اهتمت صحيفة جلوب أند ميل بإلقاء الضوء على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، والتى أظهرت تحولاً نحو اليمين المتشدد، وقالت الصحيفة، إنه أياً كان الذى سيشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، فإن الفائز الحقيقى لانتخابات الأسبوع الماضى هم "الكارهون"، فالكراهية انتصرت بينما اضمحلت فرص تحقيق السلام والاستقرار والعدل. وقابل بغض الإسرائيليين المتزايد للفلسطينيين، كراهية أكبر من جانب العرب تجاه اليهود، الأمر الذى زاد بدوره من كره الإسرائيليين، ووفقاً للمؤرخ الإسرائيلى توم سيجيف، فإن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن إحلال السلام مع العرب مستحيل. وتشير الصحيفة إلى أنه من المرجح تشكيل حكومة ائتلافية يمنية متشددة يترأسها صقر الليكود بنيامين نتانياهو، بجانب أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، والذى يلعب دوراً محورياً، وكذلك حزب "شاس" المتشدد، والذى يملك تأثيراً حقيقياً. وترى الصحيفة، أنه لو وصلت حكومة مثل هذه إلى السلطة فى مكان آخر، فإنها ستكون بلا شك "متطرفة"، "شبه فاشية وعنصرية"، وستطغى عليها نزعة العنف ولقد رفض العالم فى الكثير من الأحيان الاعتراف بمثل تلك الحكومات فى المنطقة، ولكنه لم يفعل هذه المرة. والحقيقة المرة هى أن هذه "العصابة" تعكس آراء أغلبية الأوساط الإسرائيلية فى يومنا هذا، وتقول الصحيفة إنه مهما كانت الاختلافات التى تفصل بين نتانياهو وليبرمان، فإنهما اتفقا على مستقبل الفلسطينيين، فهما لن يسمحا بقيام دولة فلسطين، وسيحثان على بناء المزيد من المستوطنات اليهودية "غير الشرعية" فى الضفة الغربية، ولن يوافقا على تسوية فيما يتعلق بالقدس. وترى الصحيفة أن السياسة اليمينية المتشددة لن تحول وحدها دون تحقيق السلام والعدل فى المنطقة. من ناحيته، وصف الباحث الإسرائيلى يهودا باور نتانياهو "بالعبقرى"، و"المتطرف"، و"غير المسئول"، و"القومى المتشدد". ومن ناحية أخرى، نجد أن أفيجدور ليبرمان معادٍ للعرب والفلسطينيين، ولم يتحمل عناء إخفاء ذلك، بل أعرب عن رغبته القوية فى تطهير الفلسطينيين تطهيراً عرقياً من إسرائيل التى يحلم بها. وتضيف الصحيفة أن ليبرمان يؤيد الفصل الكلى بين الإسرائيليين والفلسطينيين دون استشارة الفلسطينيين، وهذا يعنى بالضرورة نقلهم من منازلهم مقهورين باستخدام القوة. وسيقوم زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، على حد قول الصحيفة، بإعدام الأعضاء الفلسطينيين فى البرلمان الإسرائيلى، الذين يتباحثون مع الحركة الإسلامية حماس، وهددوا بقصف إيران والسد العالى فى مصر، وبيروت وقد وصفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ليبرمان "بالجامح وغير المسئول". وتنسب الصحيفة للبروفيسور باور، أن أكثر من 25% من الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون إبادة بعضهم البعض من على ظهر الحياة. وأصبح الإسرائيليون كارهين ماهرين، وجاءت تأكيداً على ذلك الأغنية الإسرائيلية "الموت للعرب"، حيث يتغنى بها الإسرائيليون فى كل مباريات كرة القدم، ويهتف بها كذلك طلاب المدارس. وتشير الصحيفة إلى أن إحصائيات معهد الديمقراطية الإسرائيلى لعام 2007، كشفت عن أن أكثر من 56% من اليهود الإسرائيليين يرون أن، العرب غير قادرين على الوصول إلى مستوى اليهود فيما يتعلق بالتنمية الثقافية، و75% يعتقدون، أن العرب يميلون إلى السلوك العنيف، ويجد 43% أن العرب ليسوا أذكياء. وأظهر استطلاع حديث للرأى أجرته جامعة حيفا، أن عدد اليهود الإسرائيليين الذين يشعرون بالكراهية تجاه العرب قد تضاعف بنسبة 30%. ويعارض نصف اليهود الإسرائيليين على كون العرب هم جيرانهم. وتقول الصحيفة، إنه من اليسير إدراك غضب وخوف إسرائيل إزاء هجمات حماس المتكررة على المناطق الإسرائيلية، ولكن كره العرب، والشوفينية المتعصبة، والتعميم العنصرى، والعنف ضد الفلسطينيين العزل، والرغبة فى إبادتهم متمنيين "الموت للعرب"، ليس مبرراً بأى شكل من الأشكال. وتنقل الصحيفة كذلك غضب الفلسطينيين الجم إزاء الدولة اليهودية، وتتساءل إن كانت الكراهية تثير العنف فى نفوس الإسرائيليين، فلماذا إذاً لا يحق للفلسطينيين الشعور بالمثل؟ وأين ومتى سينتهى كل ذلك؟. •عن صحيفة جلوب أند ميل الكندية