قال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكرر باستمرار موقفه الداعي إلى الحوار مع الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أنه أكد ذلك مجددًا خلال لقائه الأخير في ألاسكا، وهو ما اعتبره "إشارة إيجابية وأساسية" في هذه المرحلة، خاصة في ظل وجود أطراف عديدة تسعى لتقارب بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح "زاسبكين" خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن لدى موسكو رؤية بعيدة المدى للحوار مع واشنطن، تقوم على أجندة واسعة تشمل ملفات متعددة، مشيرًا إلى أن بوتين لم يقتصر في حديثه على الملف الأوكراني، بل تطرق أيضًا إلى قضايا الأسلحة الاستراتيجية، في إشارة إلى رغبة روسيا في بناء تعاون ثنائي أوسع نطاقًا. وأضاف أن النقاش بين موسكووواشنطن يبدو أنه شمل العناصر الأساسية للتسوية في أوكرانيا، إلى جانب قضايا أخرى ذات أهمية دولية، مؤكدًا أن ذلك يعكس إدراكًا مشتركًا لضرورة تجاوز الأزمة الأوكرانية نحو معالجة ملفات أكثر شمولية. وشدد زاسبكين على أن المطلوب في هذه المرحلة هو اتخاذ خطوات عملية نحو التقدم في مسار الحوار، بما يفتح المجال أمام تفاهمات جديدة تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. قال توم أرمبروستر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل "نقطة حساسة للغاية"، معبرًا عن أمله في أن يشكل ذلك خطوة مشجعة نحو المستقبل، موضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول كسب المزيد من الوقت، مستغلًا هذه المرحلة ليس فقط لتحسين علاقاته مع الولاياتالمتحدة، بل أيضًا لفتح فرص اقتصادية جديدة. وأضاف "أرمبروستر"، أن روسيا، بغزوها لأوكرانيا، انتهكت القوانين الدولية والعديد من المواثيق، ومنها مذكرة بودابست، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يجب أن يبقى قويًا، وأن على الحلفاء الأوروبيين والأمريكيين التوحد لممارسة المزيد من الضغط على موسكو، مشددًا على أن أي تقارب لن يكون ممكنًا دون معالجة الوضع في أوكرانيا أولًا. وأشار إلى أن أحد الجوانب المشجعة في البيان المشترك الأخير للقادة الأوروبيين، عقب اطلاعهم من الرئيس ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين، هو وجود نية واضحة لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، وهو ما يعكس التزام أوروبا بحل سلمي طويل الأمد وتوفير الضمانات الأمنية الضرورية لكييف. وأوضح "أرمبروستر" أن الموقف يظل معقدًا بسبب علاقة أوكرانيا بحلف الناتو، حيث يحق لدولة ذات سيادة أن تختار تحالفاتها وشركاءها، وهو أمر يثير قلق بوتين الذي يرى في توسع الحلف تهديدًا مباشرًا، وعلى الرئيس الروسي إعادة التفكير في علاقاته مع أوروبا والولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن القرار في النهاية بيده، وأنه سيكون من المهم مراقبة مدى الضغط الذي قد يتعرض له من شعبه في المرحلة المقبلة.