سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيديو.. "حتى يأكل أصغر طفل فى غزة".. صحفيون فلسطينيون يعلنون الإضراب عن الطعام.. صحفى يعرض دراجته البخارية للبيع من أجل كيس طحين ويؤكد: لم نعد نجد أكل الدواب لنأكله والجوع علّمنى أن الكلمة لا تؤكل
الصحفي وديع أبو السعود : إما أن يصل صوتنا ويهتز له العالم أو نموت معهم بكرامة يحيى العوضية: الناس أصبحت تستشهد وهي جائعة وروحونا أهم من دراجتى البخارية صحفى فلسطيني: اعرض دراجتي بعد بيع هاتفي من أجل الأكل كيلو الطحين وصل ل90 جنيه ولتوفير وجبة واحدة تحتاج ل100 دولار
أعلن صحفيون فلسطينيون، الإضراب عن الطعام تضامنا مع أطفال غزة بعد تزايد عدد الوفيات بسبب سوء التغذية داخل القطاع، نتيجة التعنت الإسرائيلي في منع وصول المساعدات للفلسطينيين. وقال وديع أبو السعود، الصحفي الفلسطيني، :"اتخذت أنا وزملائي الصحفيين قرار الإضراب المفتوح عن الطعام، لأننا مش قادرين نكمل نأكل ونتجاهل أطفال بتموت من الجوع قدام عيوننا في ناس بتقول شو رح تستفيد بجاوب بكفيني ألقى الله وضميري مرتاح ما سكتت ما خذلت كنت صوت المظلومين وصوت الجوعى إما أن يصل صوتنا ويهتز له العالم أو نموت معهم بكرامة".
وفي تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، قال وديع أبو السعود :" دخلنا اليوم السادس أنا وبعض زملائي الصحفيين في إضراب مفتوح عن الطعام حتى يأكل أصغر طفل في غزة، لعلنا نستطيع أن نوصل صوتنا للعالم يمكن تستيقظ الضمائر الحية حول العالم". وأضاف الصحفي الفلسطيني :"الإضراب مفتوح حتى يأكل اخر طفل بغزة أو نموت مرتاحين الضمير".
صحفى يعرض دراجته البخارية للبيع من أجل كيس طحين من جانبه عرض الصحفى يحيى العوضية، دراجته البخارية للبيع كي يتمكن من إطعام أسرته ، حيث قال عبر صفحته الرسمية على فيس بوط :" الصحفي الذي أكله الجوع، كنت أكتب عن الناس الجوعى، واليوم أصبحتُ واحدًا منهم، أعود إلى البيت خالي اليدين، وأتحاشى نظرات عائلتي التي تسألني دون كلام: قمت ببيع الهاتف الذي كنت انقل به الحقيقة والأن أقوم ببيع دراجتي الذي أتنقل بها للوصول إلى الخبر، بعت كل شي جمعته في سنين التعب، عشان أقدر أشتري خبز". تدوينة الصحفى يحيى العوضية
ويضيف يحيى العوضية :"لم أعد أملك شيئًا إلا هذا الجسد المتعب، وهذا القلب المكسور، أنا صحفي لكن الجوع علّمني أن الكلمة لا تؤكل، وأن الحقيقة، أحيانًا، تُباع لتشتري بها كيس طحين، وها أنا هنا اعرض دراجتي بعد بيع هاتفي واقول لكم من يريد أن يستبدلها على الطحين". تواصلنا مع الصحفي يحيى العوضية، الذي يؤكد أن الوضع اليوم ليس كما كان في السابق خلال الأيام الأولى للحرب التي بدأت منذ ما يقرب من عامين، قائلا :"هذه أصعب مرحلة تمر علينا رغم أننا كنا في الشمال ولم نخرج منها منذ بداية العدوان وكانت الحرب صعبة والتجويع كان منتشر ولكن لم تصل المجاعة لما وصلنا إليه الآن صحيح القصف مستمر والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المواطنين تتواصل من قتل وإبادة وتدمير وتوغلات في جميع المناطق الشمالية بالقطاع في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ومعسكر جباليا وأغلب المناطق الشرقية والجنوبية". ويكشف يحيى العوضية سوء الوضع الذي وصل له القطاع، في تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" :"المرحلة الحالية هي أسوأ مرحلة، الاحتلال منذ 7 شهور منع دخول أي مساعدات لقطاع غزة بشكل كامل الاحتلال، وهناك تجار يرفعون أسعار السلع بشكل كبير حتى أصبحت خيالية لم تحدث في كل دول العالم، فسعر كيلو الطحين الذي كان سعره قبل العدوان بشيكل أو شيكل ونصف أصبح الآن سعره 80 شيكل و100 شيكل وكيلو العدس كان قبل العدوان ب2 شيكل أصبح الآن ب80 شيكل وهذا في كل السلع والخضراوات إن توافرت ". ويتابع :"الناس نزلت على الشوارع وأغلقوا جميع المحال التجارية، وأصبح من لديه أموال يستطيع أن يشترى كل ثلاث أيام وجبة واحدة فقط، اثنين كيلو طحين، وهذا يكفى لطعام في مرة واحدة طوال اليوم مما يزيد من حجم المأساه".
لم نعد نجد أكل الدواب
"فقدت واحد من أعز أصدقائي، ذهبت لأدفنه"، هكذا يتحدث يحيى العوضية ونبرات صوته يطغى عليها الحزن والبكاء، مضيفا :"الأوضاع سيئة بشكل كبير غير الفقد الذي نراه يوميا، استهداف وقصف همجي من جانب الاحتلال، نحن في مرحلة ليست مثل المراحل السابقة، كنت صامد في منطقة الشمال، المرحلة الأولى للحرب كان هناك نظرة تعاطف لقطاع غزة، وكنا نأكل أكل الدواب لكن في هذه المرحلة لا نجد أكل الدواب من أجل أن نأكله" . ويتابع :"الناس كل يوم تشعر بدوخة وتسقط في الأرض وقد تشعر بالدوخة سبع مرات يوميا بسبب نقص الطعام، وهناك شح كبير في الأكل، وأصبحت الوجبة الواحدة كل يومين تحتاج مبلغ 100 دولار، وهذا لا يتاح لكل شخص داخل غزة، فهذا للشخص ميسور الحال فما بالنا بالشخص غير ميسور الحال، والناس أصبحت تبحث عن الطعام في صناديق القمامة". الناس تستشهد وهي جائعة
ويتحدث يحيى العوضية عن الانتهاكات التي تعرض لها منذ بداية العدوان قائلا :" أعيش في منطقة جباليا ومنزلى قصف في مشروع بيت لاهيا منذ بداية الحرب لكن الاحتلال لم يعد يتوقف عن قصف البيوت وأصبح يتوغل بشكل كبير في المدن ودفعنا للنزوح عدة مرات ويدفعنا للتوجه لغرب غزة، والأمور كارثية للغاية، أصبحنا نفقد يوميا أعز الناس لدينا، نريد المساعدات تدخل عبر مؤسسات دولية ومنظمات رسمية كي يصل الطعام للأطفال، ولم يعد هناك حليب للأطفال، وسعرها يصل ل400 شيكل، فالعالم مستغرب أنني أعرض دراجتى البخارية مقابل كيس طحين لماذا يستغرب العالم ! الروح أغلى من الدراجة البخارية، اقصفونا اقتلونا لكن وفروا لنا المساعدات فالناس تستشهد وهي جائعة ".