تشهد مكتبة الإسكندرية هذه الأيام النسخة ال 20 من معرض الإسكندرية للكتاب، الذي اُفتُتِح في ال 7 من يوليو 2025، ولم تكن القضية الفلسطينية غائبة عن فعاليات المعرض، كما لم تكن مشاركة جناح الأزهر في معرض الإسكندرية هذا العام مجرد مشاركة ثقافية عابرة، فالأزهر سيظل منبرًا حيًا للوعي والضمير، ومشاركاته رسالة حضارية تؤكد أن دعم فلسطين ليس شعارًا عابرًا، بل مبدأ متجذر في مؤسسات مصر الكبرى وفي قلوب أهلها. ووسط زخم الإصدارات والفعاليات الثقافية، تألق جناح الأزهر الشريف بحضور لافت ومواقف داعمة، ترجمتها أركانه المختلفة إلى رسائل تضامن حقيقية، تجاوزت حدود الكلمات، لتؤكد أن فلسطين ستبقى في القلب والوجدان، وأن غزة ليست وحدها. ففي ركن الخط العربي، انطلقت ورشة مميزة جمعت بين الفن والقضية، حيث أبدع الزوّار من مختلف الأعمار في كتابة عبارات داعمة لفلسطين، تزينت بها اللوحات بأقلام الخطاطين الصغار والكبار، إذ كان الفنان إسماعيل عبده، -أحد أبرز الخطاطين- حاضرًا بقوة، فكتب بخط يده العديد من العبارات المؤثرة، وأعان الروّاد على التعبير عن مشاعرهم تجاه القضية، في مشهد فني وإنساني بامتياز: «فلسطين في القلب»، «القدس لنا»، «غزة رمز الصمود»، «الاحتلال إلى زوال»، «الحرية لفلسطين» كلمات خُطّت بأنامل محبة، لتقود قاطرة الدعم الرمزي وتُعلن أن القضية لن تُنسى ولن تُمحى من العقول والقلوب. وعلى الجانب الآخر، كان منفذ بيع الكتب التابع للأزهر شاهدًا على وعي الجمهور، حيث شهد إقبالاً واسعًا على اقتناء كتاب «الأزهر والقضية الفلسطينية» الصادر عن مركز الأزهر للترجمة والنشر، والذي يُوثّق مواقف الأزهر التاريخية الثابتة في دعم فلسطين. أما ركن بيت الزكاة والصدقات المصري، فكان حاضنًا للدور الإنساني العملي، إذ استعرض جهود القوافل التي أُرسلت إلى غزة، والتي بلغت حتى الآن 10 قوافل إغاثية، محمّلة ب18 طنًا من المواد الغذائية والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام، إلى جانب 10 سيارات إسعاف مجهزة، كما تعرف الزوّار إلى وسائل التبرع المباشر لغزة. وفي مشهد إنساني نبيل، استقبل ركن لجنة الفتوى عددًا من الأشقاء الفلسطينيين والغزّاوِيّين المقيمين في مصر لأغراض الدراسة، وأجابوا على استفساراتهم المتنوعة في مسائل العبادات والمعاملات، خاصة ما يتعلّق بقضايا الميراث، الصلاة، والزكاة. ولم يكن الأطفال بعيدين عن أجواء النصرة، فقد خصص جناح الأزهر مساحة مبهجة للصغار، امتلأت بأعمال التلوين والرسم التي عبّرت ببساطة مؤثرة عن الكفاح الفلسطيني، إلى جانب إصدارات مجلة «نور» التي تناولت فلسطين بأسلوب يناسب أعمارهم، ويُرسّخ في وجدانهم مبادئ العدالة والحق والانتماء.