رجل برج السرطان... حين يتحول الحنين إلى غياب والمشاعر إلى سلاح صامت

قد يبدو رجل السرطان من الوهلة الأولى نموذجًا للمشاعر المرهفة، فهو أحد أبناء الماء، المولود تحت قمر يفيض بالعاطفة والخيال، لكن الحقيقة التي لا يراها كثيرون، أن هذا الرجل يخفي بين قوقعته طباعًا يصعب احتمالها حين يُساء فهمه أو يُخذل، أو حتى حين يقرر الانسحاب دون تفسير.
قلبه ليس كما يبدو

يُقال إن السرطان أكثر الأبراج حنانًا ودفئًا، لكن الواقع يثبت أحيانًا أن العاطفة وحدها لا تكفي رجل السرطان، حين يُجرح أو يظن أنه كذلك، يتحول إلى شخص بارد، غريب، يضع بينه وبين من يحبهم جدرانًا صامتة، ويُتقن فن الإنكار العاطفي حتى تُخنق العلاقة بصمته قد يُحب من قلبه، نعم، لكنه في كثير من الأحيان يخذل من أحبوه لأنهم انتظروا حنانه فلم يجدوه، توقعوا احتوائه فصدمهم بجمود ملامحه.
الجحود في ثوب الحذر

السرطان لا ينسى، لكنه لا يغفر بسهولة، وإن سامح فعينيه تظل تذكّرك أنك أخطأت. يختزن المشاعر ويصنع منها قناعًا دفاعيًا، لكنه لا يدرك أن هذا القناع مؤذٍ أكثر من أي كلمات. قد يعطيك ظهره دون أن يبرر، وقد ينسحب من حياة من وثقوا به كما لو أن الود لم يكن يومًا بينكما. وهنا يبدو كأن الجحود أحد طباعه المتوارية، حتى لو أقنع نفسه أنه يتصرف بدافع الحذر أو الحماية الذاتية.
التوكسك بلا ضجيج

رجل السرطان لا يرفع صوته، لكنه يعرف كيف يُثقل على من حوله بأسلوب صامت. ينسحب، يلوم دون أن يتكلم، يضعك في دائرة الذنب وأنت لا تفهم ماذا اقترفت في العلاقات، هو قادر على التلاعب بالمشاعر دون قصد، لأنه يجعل من عتابه صمتًا طويلًا، ومن غضبه برودًا لا يُحتمل، ومن وجعه هروبًا لا تفسير له.
لماذا لا يحن؟

السؤال الأصعب الذي يرافق من عرفوا رجل السرطان هو: لماذا لا يحن؟ كيف يتحول شخص بهذه القدرة على الحب إلى كتلة من الصمت والجفاء؟ ربما لأنه لا يثق بسهولة، وربما لأنه حين يتألم، يُفضل أن يؤلم بصمته بدلاً من أن يواجه، كأن الرحيل بصمت هو طريقته الوحيدة للنجاة، دون أن يدرك كم يخلّف من بعده قلوبًا مُنهكة.