قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة ليست مجرد حدث تاريخي نحتفل به، بل هي رسالة متجددة تبعث في النفوس الأمل والتجدد وبداية حياة جديدة، مهما اشتدت الآلام أو تعقدت الأزمات. وأضاف الدكتور نبوي، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "الهجرة تعلمنا أن من قلب المحنة قد تخرج المنحة، وأن من رحم الألم تُولد بدايات مشرقة. لقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مجبرًا، لكنه خرج ومعه وعد الله بالنصر والتمكين، فقال له ربه: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ﴾". وأشار الدكتور أيمن إلى أن المشهد كله كان مليئًا بالأزمات: "الخيارات الثلاثة أمام النبي كانت إما القتل، أو السجن، أو الطرد، ومع ذلك جاء وعد الله: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾". وتابع: "هذه الهجرة تُعلمنا ألا نيأس، وألا نُعلّق قلوبنا بما لا ينفع، بل نجدد أملنا بالله، ونبتعد عن كل ما يؤذينا نفسيًا وروحيًا؛ لأننا في كل وقت قادرون على بداية جديدة، مهما كانت الحالة التي نعيشها، سواء كانت شخصية أو مجتمعية". وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة مكسور القلب، لكنه خرج وفي قلبه يقين بوعد الله، مؤكدًا أن من أعظم الدروس التي نتعلمها من الهجرة: حسن الظن بالله، حيث قال النبي: "لا تحزن إن الله معنا". وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، في حديثه برسالة لكل من يعاني ضيقًا أو أزمة: "اعلم أن مع العسر يسرا، وأن الله يقول: ﴿أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء﴾، فاجعل حسن ظنك بالله يقينًا، وابدأ عامك الهجري ببداية جديدة، وعزم جديد، وإيمان بأن القادم أفضل بإذن الله."