يقف البعض حائراً أمام تفسير ما يحدث فى الشرق الأوسط، فالمُقدمات التى عايشناها أدت بنا إلى هذه النتائج التى نشاهدها الآن، صدامات فى كل مكان، تحالفات جديدة نشأت سريعاً، صراع _ غريب وعجيب _ للسيطرة على منابع البترول والغاز، القوى العظمى تتنافس للسيطرة على ثروات الدول الصغرى، هى حرب تكسير العظام، إنها حرب اقتصادية مع سبق الإصرار والترصُد، قُل ما شئت ف "الاقتصاد" يجر السياسة خلفه الآن. ثقتى مُطلقة فى تحركات الدولة المصرية للحفاظ على مصالح مصر، لدى ثقة كبيرة فى السياسة الخارجية البناءة التى تتبناها الدولة المصرية، (توازن) فى العلاقات، (قدرة) على إعلان موقف مصرى ثابت يحفظ ويصون المصالح العربية، (اعتدال) واضح وإنصاف كامل لكل القضايا العربية، ف "مصر" ذات تاريخ عريق ولها خبرة فى التعامل مع كل قضايا المنطقة، لا تحيد أبداً عن الحق، العدل بوصلتها، لا تتهاون مهما تعرضت لضغوط . ألتفت حولى أرى فوضى فى عدد من الدول، أرى ميليشيات فى دول أخرى، ومشاحنات وصدامات فى دول أخرى، فبعض الدول بها بَدَل الحكومة حكومتين وبَدَل البرلمان برلمانين .. عند هذه النقطة عقلى لم يعُد يحتمل، وأقف عاجزة عن التفكير فى مصير هذه الدول، لكنى أسارِع وأحمد الله وأشكُره على أمن واستقرار مصر، وطننا غير، وطننا غالٍ وعزيز علينا، وطننا قدمنا أرواحنا فداء له وضحينا من أجله لذلك هو "وطن آمن ومُستقر". "القضية الفلسطينية" قضيتنا، لن يأتى اليوم الذى تُقدِم فيه مصر تنازلات تُضعف القضية بل تقف صامدة أمام الضغوط التى تستهدف تنفيذ مخطط تهجير أهالى قطاع غزة وبالتالى تصفية القضية الفلسطينية، كلمة مصر لا تتغير فى كل المحافل الدولية، هى كلمة واحدة لا تتبدَل، فى جامعة الدول العربية تقول مصر كلمتها أمام أشقائها العرب، أمام قادة دول الاتحاد الأوروبى تعرض مصر رؤيتها، فى مجلس الأمن يُدَوى صوتها.. لذلك دعونا نستكمل دورنا الوطنى لنُزيد وحدتنا الداخلية تماسكاً حتى نظل قادرين على مواجهة كل هذه الأعاصير. حينما أرى الموقف المصرى مما يحدث فى قطاع غزة تزداد ثقتى فى القيادة السياسية، إدانة واضحة لجرائم إسرائيل، تأكيدات واضحة بأن ما يحدث فى غزة هو إبادة جماعية وتطهير عرقى وجرائم لن تسقط بالتقادم، الأطفال يواجهون خطر المجاعة بسبب قيام الإحتلال الإسرائيلى بحصار القطاع وقصف كل شيء به وهدم المستشفيات والمدارس والمنازل، ترفض مصر ما سَنه الكنيست الإسرائيلى من قانون يحظر عمل منظمة الأونروا، انهيار النظام الصحى بالكامل لذلك تطالب مصر بضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته تجاه التصدى لإسرائيل والضغط عليها لإيقاف قصف المدنيين العُزَل والأطفال، تطالب مصر بضرورة تنفيذ إسرائيل وعودها بالتعهُد بعدم قصف المواطنين المتواجدين فى المناطق الآمنة فى منطقتى ( تل السلطان _ المواصى )، وعلى المجتمع الدولى أن يتحرك للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين واحترام الوضع القانونى للمقدسات وخاصة فى القدس وضرورة إحترامها للقانون الدولى وبدولة فلسطينية مستقلة . اتساع دائرة الصراع لن يفيد أحد، فالكل خاسر، والعودة لطاولة المفاوضات أقصر طريق لعودة التهدئة فى الشرق الأوسط .. سلاماً على الرجال الذين يوفون العهد ويحمون وطنهم وينكرون ذاتهم .. سلاماً على الرجال الذين يضربون أروع المثل فى قدرتهم الهائلة للمحافظة على وطن بحجم مصر .. سلاماً على الرجال القابضين على جمر من النار وهُم يحملون راية الوطن ومثلما حملوها فى أمان سيُسلمونها للأجيال القادمة فى أمان.