قبل سنوات من تصحيح المسار الديمقراطي للدولة المصرية خصوصًا قبل عقد مضى؛ عانت مدن الصعيد من ويلات التهميش والاستدارة للخلف للمدن الأبرز ببعض محافظات الوجه البحري، دون النظر بأن مدن الجنوب هي الكنز غير المستغل والهوية التاريخية والثقافية لهذا الوطن. منطقة الصعيد التي تركز حكومة الدكتور مصطفي مدبولي، بتوجيه مباشر من القيادة السياسية لاغتنام الفرص الضائعة في فترات ما قبل 30 يونيو 2023؛ للحد من معدلات الفقر ومواجهة ظاهرة الهجرة الداخلية التي تواجه صعيد مصر وما تلاه من تأثيرات اقتصادية واجتماعية لن تكفي هذه المقالة لاستعراضها سوى الاختزال في زيادة معدلات البطالة وإحساس الفئات الأولي بالرعاية بأنها منسية وبعيدة عن مخططات التطوير أو حتى دائرة الانتماء لهذا الوطن. ربما بعض النتائج التي تمارسها الدولة المصرية منذ قرابة 11 عاما من مخططات بناء الجمهورية الجديدة؛ والتي تتضمن وضع الصعيد في دائرة الاهتمام والمكانة الحقيقية ليس فقط لتحسين أوضاع المواطنين والمهمشون ولكن لاستغلال الإمكانيات والفرص الضائعة لتحقيق التنمية المطلوبة بما تساعد تلك المنطقة غير المستغلة في تحقيق مستهدفات القيادة السياسية والحكومة ووضع الدولة المصرية في مكانها الأصح. مدينة سوهاج التي تعد أحد أبرز مدن مصر الأشهر والأكثر طردًا للسكان رغم امتلاكها فرصًا واعدة ومقومات أكثر حظًا لتطوير الجمهورية بأسرها سواء من موارد وطاقات بشرية في سن العمل وأخري طبيعية؛ وربما تلك المدينة كانت محل جدل إعلامي على مدار الشهرين الماضيين. خلال الفترات السابقة استطاع المسئولون في تلك المحافظة؛ في محاولات لتغيير الصورة الذهنية بشأن مستويات الخدمات المقدمة للمواطنين خصوصا الفئات الأولي بالرعاية والتي تتضمن خدمات مياه الشرب والصرف الصحي و القطاعين الصحي والتعليمي. تضمنت تلك الإجراءات المتابعات الميدانية لرفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين بما في ذلك الرقابة علي الاسواق للتأكد من بيع السلع بالتسعيرة الرسمية خصوصا مع اقتراب الاحتفال بعيد الأضحي المبارك؛ والحملات التفتيشية على محطات السيرفيس للتأكد من عدم استغلال السائقين الظروف ورفع تعريفة الركوب علي المواطنين. من بين تلك الامثلة والاجراءات التي تقوم بها مدينة سوهاج بمختلف المراكز والقرى؛ تتكامل مخططات وتكليفات القيادة السياسية لتعظيم سبل الاستفادة من المبادرات الرئاسية بما في ذلك مبادرة حياة كريمة وتمكين المرأة والشباب من المخططات التنموية وبخاصة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر. استجابة المسئولين في مدينة مثل سوهاج، لتغيير الثقافة والاهتمام الحقيقي للمواطنين بالكاد يعطي رسالة واضحة بأن التنمية ليست مجرد كلمة لدغدغة المشاعر الزائفة أكثر من كونها توجها عاما وتكليف مقدس من الدولة للتغيير نحو الأفضل وهي كلها تتوافق مع الجمهورية الجديدة. فهل يمكن أن تتكامل مدن الصعيد في حذو إجراءات جارتهم سوهاج؟.