المؤسسات الوطنية، وشتى الكيانات الرسمية بالدولة، معنية بحماية المقدرات البشرية، والمادية بها، بل، رعاية كافة المصالح العامة، في الداخل، والخارج، وهنا ندرك الدور الرئيس للأحزاب السياسية؛ حيث اليقظة التامة، والمستدامة، تجاه قضايا الوطن، والحرص على تناولها بمنهجية علمية، ووفق تفكير عميق، يتمخض عنه رؤى، واطروحات، تسهم في إيجاد حلول مبتكرة، تساعد في تقدمنا، نحو مسيرة النهضة، وتخطي عقبات، وصعوبات بعينها، وهذا ما يشعرنا بالطمأنينة بأن الجميع يتحمل المسئولية، نحو هذا البلد الأمين، في كل وقت، وحين. ما تواجه مؤسساتنا الوطنية، من هموم، ومشكلات، وتحديات، وأزمات متلاحقة، أو متغيرة، في الغالب، قد ترجع إلى ضعف في التخطيط، أو في ارتباك بمراحل التنفيذ، أو فقدان أساليب التقويم، التي تظهر الفجوات اللازم الانتباه لها، والعمل على سدها بالطرائق الصحيحة، وهذا ما يتوجب أن تقوم به الكيانات الحزبية، بمختلف توجهاتها السياسية؛ حيث المتابعة، وتقديم أنماط التعزيز، وصور المساندة، التي تدل على العطاء، وتحث على بذل أقصى ما في الجهد عند أداء مهام، أو أعمال تصب في إنجازات الدولة العليا. أصحاب المخططات، والمآرب غير السوية، من الجماعات الخفية، التي تستهدف النيل من بلادنا، وشعبنا صاحب الوجدان النقي، يحاولون دومًا نشر الشائعات المغرضة، التي تعمل على إضعاف العزيمة، والنيل من نسيج الوحدة الوطنية، والتعدي على الخصوصية؛ كي تفتح مجالات للخلاف، وتدفع المجتمع لبراثن الصراع، وتشعل الفتن في شتى ربوع الوطن، بمزيد من بث سموم الأكاذيب، عبر بوابات إعلامية ممولة، ومتنوعة المصادر، ومتعددة الذيوع، وهذا بالطبع يجعل مؤسسات الدولة الوطنية، وفي القلب منها الكيانات الحزبية، تُحَارِبُ كل محاولات الفتك بالنسيج الوطني، من خلال توعية مستدامة، عبر إعلامنا الهادف بكل أنماطه، وصوره. اللحمة الحزبية في مصرنا الحبيبة، وفي خضم رؤية جمهوريتنا الجديدة، وخلف قيادة سياسية رشيدة، تجعل جميع أبناء هذا الوطن، يواصل مسيرة العطاء، كل في مكانة وموضعه، وتشعر الجميع بالمسئولية، المحددة في مهام، تؤدي بتفان، وإتقان؛ كي يتعالى البنيان، وتصير الطريق مستنيرة، بعزيمة أصحاب الهمة، الذين يثابرون؛ من أجل أن تحيا تلك البلاد، في أمن، وأمان، وسخاء، ورخاء؛ فنجني ثمرات مكتسبات الدولة القومية. فلسفة الدعم المؤسسي من قبل الأحزاب السياسية، لا تقوم على المزايدة، ولا تعتمد على شكلية، مغلفة بنفاق، ورياء، ولا تتحقق الغاية منها، إذا ما تساوت المصالح الخاصة مع العامة، أو تعاظمت عليها؛ ومن ثم فقد أضحى التلاحم، والتضافر، والمساندة الحزبية، تشكل أمرًا جامعًا، لا مناص عنه؛ فمؤسستنا الوطنية الرسمية منها، وغير الرسمية، تحتاج بصورة مستدامة إلى المزيد من الدعم، بشتى صوره؛ كي تتأصل في النفوس أن هذا الوطن لجميع المصريين، وأن مقدراته باقية للأجيال التي تستحق منا أن نخلق لها مناخًا داعمًا؛ لاستكمال مسيرة نهضته المستحقة. مواقف الأحزاب، نصفها بالباسلة، خاصة عندما تتعلق بالقضايا المصيرية لوطننا الحبيب؛ فترى انسجامًا فكريًا، يصب في بوتقة الصالح العالم، وتلحظ اصطفافًا سريعًا خلف راية الوطن، عندما يتطلب الأمر ذلك، وتشاهد ملاحم على الأرض، تؤكد على دعم الكيانات الحزبية لمسيرة هذا الوطن، الذي يسكن في قلوب المصريين جميعًا، وهذا ما يؤكد أننا في المواقف الصعبة، نرفع راية الاتحاد، ونجنب كل صور الاختلاف في الرؤى، ونعزز من معنويات من يتحملون مسئولية إدارة شئون الوطن، بل، نثبت العقيدة، من خلال ترسيخ قيم نبيلة، عبر ممارسات متفردة، تبهر القاصي، والداني، وتؤكد أن مصر صاحبة التاريخ، والجغرافيا، ليست منالًا لأحد، ولا واحة للصراع؛ لكنها واحة للأمن، والأمان. نطمح في مزيد من صور الدعم المؤسسي، عبر بوابة أحزابنا السياسية الوطنية المعتقدة وفق صحيح فكر يقوم على ماهية الهوية المصرية، ونأمل في مزيد التكاتف؛ لرفع الروح المعنوية، لدى شباب مصر الواعد؛ كي يستشعر مسئولياته، ويستلهم النموذج المعطاء، ولا يسير في طرائق السراب، التي تضير بمستقبله، وتستهدف تقويض رؤى طموحة يمتلكها أبناء هذا الوطن الحر؛ فما نريد من كلماتنا القليلة تلك؛ إلا ترسيخ الإيجابية، ونشر الطمأنينة؛ لتصبح طاقات المصريين متقدة، بحب الوطن، والعمل من أجله.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.