اختار برشلونة أن يراهن على "الاستمرارية" كعنوان لمرحلة جديدة يقودها الألماني هانز فليك، فلم يكن التتويج بثلاثية محلية مجرد صدفة أو ضربة حظ، بل نتيجة مشروع واضح، اعتمد على الانضباط الألماني وروح البلوجرانا. فليك، الذي تولى المسئولية وسط شكوك واسعة، ردّ على كل الانتقادات بالألقاب "الليجا، وكأس الملك، وكأس السوبر"، كلها تحولت من أهداف إلى واقع فى موسم واحد، وضعه فى سجلات التاريخ كصاحب الثلاثية المحلية الأولى فى تاريخ برشلونة. لم يكن المشهد محليًا فقط، فوصل برشلونة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد إقصاء بايرن ميونخ، ثم الخروج بصعوبة بالغة فى مباراتين من أفضل لقاءات الموسم الأوروبى أمام إنتر ميلان فى نصف النهائي، وتقديم عروض قوية أمام ريال مدريد فى الكلاسيكو، وكلها رسائل بأن برشلونة فليك مختلف. فريق يعرف كيف يُنافس، وكيف يحسم، وكيف يعود للمشهد الأوروبي تدريجيًا. تمديد عقد فليك حتى 2027 لا يعنى فقط الإيمان بمدرب ناجح، بل هو تأكيد من إدارة النادى أن المشروع طويل الأمد هو السبيل الوحيد لاستعادة المجد القارى، ولا مجال بعد اليوم للارتباك الإدارى أو التغيير العشوائى. ويبقى السؤال المطروح: هل ينجح فليك فى كتابة فصل أوروبي جديد لبرشلونة مع السيطرة على البطولات المحلية؟ الإجابة ليست بعيدة، طالما أن الاستقرار أصبح جزءًا من الخطة.