في لحظة تماهى فيها الروح مع المكان، رافقت كاميرا "اليوم السابع" جموع المصلين الذين احتشدوا داخل المسجد النبوي الشريف في قلب المدينةالمنورة لأداء صلاة الجمعة، في مشهد إيماني تخشع له النفوس. كانت الجولة أكثر من مجرد تغطية، بل غوصاً حقيقياً في قلب واحدة من أقدس لحظات الأسبوع في ثاني أقدس بقاع الأرض. منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة، بدأت أفواج المصلين بالتوافد على المسجد النبوي من كل فج، يحملون سكينة في ملامحهم، ووجوهاً مغسولة بالأمل. رصدت الكاميرا صفوفاً امتدت من داخل الروضة الشريفة وحتى الساحات الخارجية، رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً، أتوا يشهدون الخير ويغتنمون نفحات يوم فضّله الله على ما سواه، وكان الهدوء يلف المكان، لا يكسره إلا صوت القرآن ينساب من المآذن، كأن المدينة بأكملها تردد خلفه آمين. خطبة الجمعة حملت في طياتها رسائل عميقة، وجّهت القلوب نحو الطمأنينة والأنفس نحو السكينة، دعت إلى تقوى الله وإلى فهم الدين فهماً يليق بعظمته. تحدث الخطيب عن نعمة الأمن التي ينعم بها ضيوف الرحمن في رحاب هذا المسجد الطاهر، وعن مسؤولية المسلم في أن يكون مرآة للإسلام في سلوكه وأقواله، خاصة في هذا المقام الذي يختصر التاريخ كله في بضع خطوات. في الساحة، تحولت عدسة التلفزيون إلى شاهد حيّ، لا يسجل لقطات عابرة بل ينسج من الصور حكاية عن الزمان والمكان والإنسان.