مسجد الأمير حسن بأخميم.. تحفة معمارية

تتزين المساجد وتشهد إقبالا لم تشهده في اي شهر آخر من المصلين الذين يحرصون علي أداء الصلوات الخمس بها كما تمتليء المساجد عن بكرة أبيها في صلاة التراويح في جو من النفحات الايمانية التي تحسها القلوب وترتاح لها الأنفس.
ومن المساجد العامرة بالإيمان في هذا الشهر الكريم مسجد الامير حسن الذي يقع علي الجانب الشمالي لشارع الأمير حسن شرق مدينة اخميم بسوهاج ويعد من أهم المساجد الأثرية بالمدينة وأحد الآثار الإسلامية الرائعة في محافظة سوهاج حيث يجذب انظار رواده بطرازه المعماري الفريد وزخارفه الهندسية والكتابية الرائعة, انشأه الامير حسن ابن الامير محمد سنه1117 هجرية وانتهي من انشائه عام1121 هجرية ودفن بالضريح الملحق بالمسجد سنه1132 هجرية.
ويمتاز المسجد باستخدام أعمدة خشبية تحمل سقفه, وهو أمر لم ير له مثيلا في مساجد الصعيد, وندر في مساجد مصر بصفه عامة, كما أنه يشتمل علي الكثير من العناصر المعمارية والزخرفية والهندسية والكتابية,والأعمال الخشبية مما يكسبه أهمية أثرية خاصة, ويعد نموذجا جيدا للتراث المحلي في العمارة الدينية العثمانية.
تبلغ مساحته648 مترا مربعا وله واجهات اربع يوجد بكل واجهة مدخل يؤدي الي المسجد مباشرة فيما عدا المدخل في الواجهة الجنوبية الذي يوجد بالطرف الغربي منها ويؤدي الي ساحة مكشوفة غرب المسجد ربما كانت تشتمل علي بعض ملحقات المسجد.
ومن الداخل يأخذ المسجد الشكل المستطيل وهو عبارة عن صحن مكشوف مغطي بشخشيخة مثمنة مصنوعة من الخشب وتحيط به4 أروقة محمول سقفها علي اعمدة خشبية بدون عقود تحمل أعتابا خشبية يبلغ عددها34 عمودا وهي عباره عن قوائم خشبية زخرفت من اعلي واسفل بالواح خشبية تأخذ شكلا متدرجا واستخدام الاعمدة الخشبية في المسجد نادر ليس في مساجد الصعيد فحسب بل في مساجد مصر بصفة عامة.
وللمسجد مئذنة تقع في الركن الشمالي الغربي من المسجد وهي منفصلة عنه ويتوصل اليها من خلال فتحة باب بالطرف الغربي من الجدار الشمالي للمسجد والتي تؤدي الي سلم حلزوني يصعد منه الي شرفات المئذنة التي تتكون من ثلاثة طوابق.
والضريح يقع في الجهة الشرقية من المسجد وهو بناء مجدد حديثا ولا يتصل بنائيا بالمسجد وقد تبقت بعض أجزاء من تركيبة القبر الرخامية تحمل اسم الأمير حسن وتاريخ وفاته.
ويقول عبد الرحمن اللاوي مدير ادارة المساجد ان المسجد يتبع ادارة اوقاف اخميم ونظرا لتواجده في كتلة سكنية كبيرة فقد أولته مديرية الاوقاف اهتماما خاصا حيث تقام فيها الدروس الدينية عقب صلاة المغرب يوميا والتي تهدف الي تعريف الناس بأمور دينهم والرد علي استفساراتهم المتنوعة في المسائل الفقهية, كما تقام فيه القوافل الدعوية بواقع مرة كل أسبوع وتقام فيه الأمسيات الدينية التي توافق موضوعاتها مايحتاجه المواطن من قضايا هامة, وما يدور حوله من مستجدات يريد الاطلاع عليها كما تقام فيه الاحتفالات الدينية التي توافق الليالي المباركة كليلة الاسراء والمعراج والنصف من شعبان وليلة القدر ورأس السنة الهجرية.