سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ذات يوم.. 2 مايو 1971.. «السادات» يجتمع بوزير الداخلية شعراوى جمعة ويناقشه فى زيارة وزير الخارجية الأمريكية «روجرز» وموافقة عبدالناصر على مبادرته والاستعداد للمعركة
ذهب «شعراوى» جمعة وزير الداخلية إلى السادات للقائه فى صباح 2 مايو، مثل هذا اليوم، 1971» حسب شعراوى فى كتاب «شهادة للتاريخ» إعداد وتحقيق الكاتب الصحفى محمد حماد، مضيفا، أن اللقاء بدأ بعتاب من «السادات» على ثلاثة مواقف فعلها «شعراوى» أثناء مناقشة مشروع الاتحاد الثلاثى بين مصر وسوريا وليبيا فى اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى له، وكان «شعراوى» من الجبهة الرافضة للمشروع، رغم توقيع السادات عليه. يؤكد شعراوى، أنه شرح للسادات خطأ استنتاجاته بهذا الخصوص، قائلا له: «أنت تعطى أذنك لبعض الناس، وكثير منهم لا هم لهم غير خلق وقيعة بيننا وبينك»، ويضيف: «ذكرته بقصة رواها هو لى سابقا»، ويكشفها «شعراوى»، قائلا: «كان الرئيس السادات قد اجتمع مع عدد من أعضاء جماعة الإخوان وقالوا له: إن عداءنا لجمال عبدالناصر ونظامه انتقل الآن إلى شعراوى جمعة وسامى شرف، وقلت له تعقيبا على ذلك: والله أنت كنت نائبا لجمال عبدالناصر، والمفروض أنك رئيس الجمهورية، وأنت أحد الذين حاكموا الإخوان، والمفترض فى هذه الحالة، أن ينتقل العداء إليك أنت ولا ينتقل إلينا نحن». يعلق «شعراوى»: «كان سعيدا بسماع مثل هذه الأحاديث، وقلت له: أنت ما زلت تسمع إلى الكثيرين الذين يحاولون إيجاد ثغرة بيننا وبينك»، وكان «شعراوى» يقصد بكلمة «بيننا» القيادات التى قبض عليها «السادات» بعد هذا اللقاء بأقل من أسبوعين ومنهم شعراوى والمعروفة تاريخيا باسم «حركة 15 مايو». يضيف «شعراوى»: «قاطع السادات استرسالى فى هذه النقطة، وقال: طيب وانت خطتك إيه؟ وجدتنى أقول له: سأحدد لك أربعة موضوعات نتناقش فيها، الأول هو: المعركة ضد إسرائيل، زيارة روجرز - وزير الخارجية ألأمريكية، والثالث: موقفك من على صبرى «نائب السادات»، والرابع: الاتحاد الاشتراكى، وقال السادات: فعلا هى بالضبط الموضوعات التى أرغب فى الحديث عنها». بدأ الحديث بالمعركة، فقال شعراوى: «نجن جاهزون ومحمد فوزى - وزير الحربية» مستعد، لكننا نتساءل، ما هى خطتك بهذا الخصوص؟، قال «السادات»: لا أنا لا أريد الحرب الآن، لو حاربت مع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى الحالية، هناك احتمالان لكل حرب، أن ننتصر، ولو انتصرنا سوف ينسبون النصر لأنفسهم، أما فى حالة الهزيمة فسوف يحملونى المسؤولية عنها، رد شعراوى: هذا كلام غير منطقى على الإطلاق، ولا أحد يمكنه أن يتصور شيئا إلا أن يكون النصر للجميع، والهزيمة للجميع، هزيمة لمصر كلها، ولكل من فيها من أول سيادتك إلى آخر جندى، وعامل وفلاح، أضف إلى ذلك أن مصر لا ولن تحتمل هزيمة مرة أخرى»، يذكر «شعراوى»: «انتهى نقاشنا حول تلك النقطة، ولم نصل إلى اتفاق بشأنها». انتقلت المناقشات إلى زيارة «روجرز» المرتقبة، وحسب «شعراوى» فإن «السادات» أكد أنه سيقابله لدى وصوله بعقل مفتوح، وقال: «أعتقد أن الأمريكان مقبلون على حل الأزمة فى المنطقة»، يؤكد «شعراوى»: «اختلفت مع السادات فى هذا التحليل، وقلت له: نحن أيام الرئيس جمال عبدالناصر كان تحليلنا للموقف مختلفا، وكان «الريس» على رأسنا موقنا بأن مباردة روجرز لن تؤدى إلى أى حل، وكان يقول وأنت سمعته أكثر من مرة أن نسبة تنفيذ هذه المبادرة لا تزيد عن نصف فى المائة فى ظل الأوضاع القائمة على الأرض، وأن الأمريكان غير مستعدين للوصول إلى حلول طالما نحن واقفين محلك سر، وطالما لم نحرك الموقف فى المنطقة، وأن الحل الحقيقى هو المعركة»، يؤكد شعراوى: «واختلفنا أيضا فى هذه النقطة، وكان السادات لا يزال يأمل فى أن يقدم له الأمريكان حلا يمسك به فى يده، ولكننى لم أوافقه على رأيه، وأعلنت له ذلك». انتقل الحوار إلى النقطة الثالثة، وكانت حول «على صبرى» نائب الرئيس، وبدأ السادات بقوله: «سوف أقيل على صبرى»، ويؤكد شعراوى: «لم يكن الموقف جديدا، كانت معلوماتنا تفيد بأنه أخبر السفير السوفيتى بذلك»، ويضيف: بادرته على الفور: هذا خطأ كبير، فسألنى عن السبب، فقلت: من ناحية أولى، إذا أنت أقدمت على إقالته الآن، وقبل زيارة روجرز سوف يكون معنى القرار أنك أعطيته عربونا للأمريكان، ولو حدث أنك أقلته بعد الزيارة سوف يقال إنك تدفع الثمن، ولذلك يجب ألا تفكر الآن فى الإقالة، ويمكنك أن تفعل ما تريد بعد انتهاء المعركة، ساعتها سوف يكون الموقف السياسى والعسكرى تغير بشكل كامل»، ويؤكد شعراوى: «بدا لى أن السادات بدأ يعيد التفكير فى ما قلت، ومضى بعض الوقت قبل أن يقول لى: طيب سوف أفكر فى هذا الموضوع وأرد عليك». وعن النقطة الأخيرة فى الحوار وكانت عن الاتحاد الاشتراكى، أبدى السادات رغبته بحله، غير أن «شعراوى» عارضه مستندا إلى القانون والدستور، وحدث جدل بينهما، وحسب شعراوى: «حاول بذكائه الريفى أن يوحى لى بأنى سأشرف على حل الاتحاد الاشتراكى، وإعادة تشكليه ثم بعد ذلك أقوم بتشكيل الوزارة».