احتجاجات جامعية ضد استهداف ترامب للمنح وحرية التعبير والطلاب الدوليين

قاد أساتذة جامعيون وطلاب، الخميس، احتجاجات في الحرم الجامعي بأنحاء الولايات المتحدة ضد ما قالوا إنها هجمات شاملة تستهدف التعليم العالي.

ومن بين الهجمات الشاملة التي تستهدف التعليم العالي، التخفيضات الهائلة في المنح، وطرد الطلاب الدوليين، وخنق حرية التعبير بشأن الحرب الدائرة في غزة.
ونظمت المظاهرات في العديد من الجامعات ومن بينها جامعة هارفارد حيث قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها ستجمد 2.2 مليار دولار من المنح والعقود وتهدد بإلغاء قدرة الجامعة على استضافة الطلاب الدوليين.
وقالت روشيل صن طالبة دراسات عليا في قسم الحكومة بجامعة هارفارد، إنها جاءت لتدعم الطلاب الدوليين لأنهم جزء لا يتجزأ من مهمة الجامعة المتمثلة في دفع حدود المعرفة الإنسانية.
وأضافت صن بعد الاحتجاج في كامبريدج ماساتشوستس: "الهدف الأساسي من حصولي على هذا التعليم هنا، ومن مواصلة البحث في هارفارد، هو أن أكون من بين أفضل الباحثين في العالم. لذا، إن لم يكونوا معي فلن أتمكن من تحقيق أهدافي من الوجود هنا أيضا".
رفعت الطالبة لافتة كتب عليها: "كان ينبغي لي أن أكتب أطروحتي ولكنني أظل مضطرة إلى محاربة هذه الفاشية الغبية".
كما تحدثت نانسي كريغر أستاذة علم الأوبئة الاجتماعية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، إلى الحضور حول التخفيضات في البرامج التي تشكل أهمية حيوية للاكتشافات الطبية ومراقبة صحة السكان، حيث قالت "إننا نقوم بعملنا من أجل بناء عالم أفضل يمكن فيه لجميع الكائنات الحية على هذا الكوكب أن تزدهر بشكل عادل".
وصرحت كريغر بأن المنحة التي حصلت عليها من المعاهد الوطنية للصحة تم إنهاؤها في أواخر فبراير لأنها كانت تدرس التمييز في مجال الصحة، وهو النوع من الأبحاث التي من غير المرجح أن تمولها الشركات أو المؤسسات الخيرية.
واستهدفت الحكومة الأمريكية عددا متزايدا من مؤسسات التعليم العالي بتمويلها الفيدرالي في محاولة لإجبارها على الامتثال للأجندة السياسية لإدارة ترامب.
وقد أصبحت سلسلة التهديدات وما تلاها من توقف للتمويل لبعض من أفضل الجامعات الأمريكية، أداة غير مسبوقة تستخدمها الإدارة الأمريكية للتأثير على الجامعات.
وتعهد ترامب بمواصلة هذه التخفيضات الفيدرالية خلال حملته الانتخابية العام الماضي، قائلا إنه سيركز على المدارس التي تدفع "نظرية العرق النقدية، والجنون المتحولين جنسيا، وغيرها من المحتوى العنصري أو الجنسي أو السياسي غير المناسب".
كما قام المسؤولون الجمهوريون بفحص دقيق للجامعات التي اندلعت فيها الاحتجاجات الفلسطينية في الحرم الجامعي وسط الحرب في غزة العام الماضي، في حين أدلى العديد من رؤساء جامعة "آيفي ليغ" (رابطة اللبلاب وهي رابطة تجمع أشهر 8 جامعات أمريكية في شمال الساحل الشرقي للولايات المتحدة وتتشارك في كونها ذات مستوى أكاديمي عال) بشهاداتهم أمام الكونغرس لمناقشة مزاعم معاداة السامية.
واتهم ترامب ومسؤولون آخرون المتظاهرين وغيرهم بأنهم "مؤيدون لحماس"، وأكد العديد من المتظاهرين أنهم كانوا يتظاهرون ضد تصرفات إسرائيل في الحرب.
كما استخدمت الحكومة الأمريكية هذا العام صلاحياتها في إنفاذ قوانين الهجرة لقمع الطلاب والباحثين الدوليين الذين شاركوا في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين أو انتقدوا إسرائيل بسبب عملها العسكري في غزة، وقد اعتقل بعضهم أو رحِّلوا، وفر آخرون من الولايات المتحدة بعد علمهم بإلغاء تأشيراتهم.
وقال رونالد كوكس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية في ميامي، خلال فعالية صغيرة يوم الخميس، إن الطلاب الدوليين يشعرون بالخوف.
واضاف كوكس: "لا يعلمون إن كان من الممكن ترحيلهم، ولا إن كان من الممكن توجيههم إلى سجن السلفادور.. لم تتبع الإجراءات القانونية الواجبة.. إنه نوع من الاستغلال المفرط للطلاب الأكثر ضعفا".
ويأتي احتجاج يوم الخميس في جامعة هارفارد بعد أيام قليلة من أن أصبحت أول جامعة تتحدى إدارة ترامب علنا.
وترى الجامعة أن مطالب الحكومة تشكل تهديدا ليس فقط لجامعة "آيفي ليغ"، بل أيضا للاستقلالية التي منحتها المحكمة العليا للجامعات الأمريكية منذ زمن طويل.
وفي الوقت نفسه، شارك نحو 450 شخصا في احتجاج بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث تحدث الأستاذ الفخري ووزير العمل السابق روبرت رايش ضد استرضاء ترامب.
وقال رايش الذي خدم في حكومة الرئيس بيل كلينتون: "لا يمكن استرضاء طاغية.. حاولت جامعة كولومبيا استرضاء طاغية، لكنها لم تفلح".
ووافقت جامعة كولومبيا في نيويورك في البداية على عدة مطالب من إدارة ترامب، لكن القائم بأعمال رئيسها اتخذ لهجة أكثر تحديا في رسالة وجهها إلى الجامعة يوم الاثنين، قائلا إن بعض هذه المطالب "غير قابلة للتفاوض".
ووفقا لمراجعة وكالة أسوشيتد برس لبيانات الجامعات والمراسلات مع مسؤولي المدارس، تم إلغاء تأشيرات حوالي 1000 طالب دولي في الكليات والجامعات والأنظمة الجامعية الأمريكية أو إنهاء وضعهم القانوني منذ أواخر مارس.