سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاورات مكثفة لوزير الخارجية مع مسؤولين أمريكيين حول فلسطين.. بدر عبد العاطى يؤكد إمكانية إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.. ويدعو لإيجاد أفق سياسى وتسوية نهائية للصراع "الفلسطينى-الإسرائيلى"
أجرى وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي سلسلة من المشاورات مع عدد من المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته إلى واشطن، حيث تناولت المباحثات الجوانب المختلفة للعلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، ودعم اطر التعاون بما يحقق المصالح المشتركة. والتقى وزير الخارجية والهجرة، مساء الاثنين، مع "مايك والتز" مستشار الأمن القومي الامريكى، و"ستيف ويتكوف" المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "واريك تريجر" منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مجلس الامن القومى، بحسب ما صرح به السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية. وأشاد الوزير عبد العاطي بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين الممتدة عبر أربعة عقود، وما تتمتع به من تعاون بناء في المجالات المختلفة، مشيرا الي تطلع مصر للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لدعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأضاف المتحدث الرسمي ان اللقاء شهد مناقشة مستفيضة لمستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولب النزاعات في المنطقة المتمثل في الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي ولاسيما اتصالا بالأوضاع المتردية في قطاع غزة، حيث أكد وزير الخارجية على التطلع لمواصلة التنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط، واستعرض فى هذا الإطار جهود مصر في متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله الثلاث ونفاذ المساعدات الإنسانية، وإمكانية إعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم. كما شدد على ضرورة ايجاد أفق سياسى يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، ويحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. فيما استعرض وزير الخارجية مع السناتور سوزان كولينز رئيسة لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ، خصوصية العلاقات المصرية - الأمريكية التى تجاوزت أربع عقود والتفاعل النشط بين مصر والكونجرس، مبرزا الدور الحيوى الذى تلعبه مصر فى دعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط. وشهد اللقاء تبادل للرؤى بشأن تطورات الأوضاع في غزة، حيث استعرض الوزير محددات الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، مبرزا الجهود التى تبذلها مصر لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والاسري بمراحله الثلاث، ونفاذ المساعدات الإنسانية وأهمية الإسراع فى برامج التعافي المبكر بما يمهد لعملية اعادة الإعمار. وشدد الوزير على ضرورة ايجاد أفق سياسى للصراع الفلسطينى - الاسرائيلى يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية استنادا لحل الدولتين. من جانبها، أكدت السناتور كولينز على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، معربة عن تقديرها للدور المحوري الذي تقوم به مصر لخفض التصعيد بالمنطقة، وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. كما ثمنت جهود الوساطة التي اضطلعت بها للتوصل إلي اتفاق وقف اطلاق النار في غزة. إلى ذلك، التقى بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة أمس الاثنين مع براين ماست رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، فى إطار سلسلة اللقاءات التى يجريها مع قيادات اللجان فى الكونجرس. قدم الوزير عبد العاطى التهنئة ل"ماست" على توليه مهام منصبه الجديد رئيسا للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، معربا عن التطلع للتعاون مع أعضاء لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب والعمل المشترك لدعم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة التى امتدت لأكثر من أربع عقود وتحقق المصالح المشتركة للبلدين. شهد اللقاء نقاشا مستفيضا مع رئيس لجنة الشئون الخارجية بشأن التطورات فى منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الوزير عبد العاطى على أهمية التعاون المصري-الأمريكى لتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك وفقا لمقررات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادا لحل الدولتين، وتناول أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وتبادل الرهائن والأسرى بمراحله الثلاث، وضرورة البدء فى عملية التعافى المبكر وإعادة الإعمار. وتطرق اللقاء إلى مستجدات الأوضاع فى السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطى على موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة وقف إطلاق النار، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السودانية. وفيما يتعلق بالتطورات فى ليبيا، اكد وزير الخارجية على أهمية العمل على حل أزمة السلطة التنفيذية فى أقرب وقت وتشكيل حكومة جديدة موحدة وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم مسار الحل الليبي/ الليبى، وضرورة إنهاء كافة مظاهر التواجد الأجنبى فى ليبيا، بما يعيد ليبيا إلى الليبيين ويحفظ وحدتها وسيادتها. كان وزير الخارجية قد أكد خلال لقاءه مع نظيره الأمريكى ماركو روبيو، أهمية مواصلة انعقاد جولات الحوار الاستراتيجي المصري-الأمريكي بصفة دورية على مستوى وزيري الخارجية، كما تناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارى والاستثمارى بين البلدين، حيث تناول الوزيران الترتيبات الجارية لاستضافة القاهرة "منتدى مستقبل مصر الاقتصادي" خلال العام الجاري بالتعاون مع الغرفة التجارية الأمريكية، والذى يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في معدلات التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الوزير عبد العاطي علي ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشان القضية الفلسطينية واهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، معربا عن تطلع مصر للتنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلي راسها حقه في اقامة دولته المستقلة علي كافة ترابه الوطني. وتطرقت المباحثات بين الوزيرين الي قضية الأمن المائي المصري، حيث شدد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت بضرورة التوصل الي اتفاق قانوني وملزم لتشغيل السد الاثيوبي ودون الافتئات علي حقوق دولتى المصب ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، مساء الاثنين، أنه في ظل المرحلة الحرجة والمفصلية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تؤكد جمهورية مصر العربية أن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الإقليميين والدوليين الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي، والعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتداعياته، هو تبني المجتمع الدولي لنهج يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة بدون لفرقة أو تمييز، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعاني من اجحاف غير مسبوق بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه في العيش بسلام على أرضه وفي وطنه. ودعت مصر في بيانها المجتمع الدولي بمختلف مكوناته الدولية والاقليمية إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية، وعلى أن تتأسس هذه الرؤية على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض، ومازال يتعرض له الشعب الفلسطيني، واستعادة هذا الشعب الكريم لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف. وشددت وزارة الخارجية على تمسك مصر في هذا السياق بموقفها الرافض للمساس بتلك الحقوق، بما فيها حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال، كما تتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وبما ينسق مع القيم الإنسانية، ومع مباديء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات الأممالمتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان، واتفاقية جنيف الرابعة. شددت مصر أن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين، وتؤكد على اعتزامها الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقا للقانون الدولي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.