تُعد المؤسسةُ الأزهريّةُ في مجملها قِبْلةً للمنهج الوسطيّ الذي يدعو إلى الاعتدال، والتسامح، والترابط، ويحضُّ على الفضيلة، ويعزّزُ القيم، ويغْرسُ ممارساتٍ، ومقوماتِ الخلقِ الحميد؛ ومن ثم يشتمل المنهج على مُسّوغاتِ بناء الإنسان الذي يحمل وعيًا صحيحًا يقيه من ضلالة الفكر المنْحرف، أو المتطرف، ويجعله فقيهًا بأموره الحياتية، والعقائدية، والعلمية والعملية؛ فلا إفراط، ولا تفريط بين أركان مؤسسة من سماتها أنها تتبنى فكرًا رشيدًا. ويدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤسسة الأزهرية بكل قُوّةٍ؛ حيث يدرك سيادته أن المؤسسة الأزهرية يُعوّلُ على فكرها الرشيد، ورسالتها العالمية التي تعمل عن قصد في إطفاء لهيب الفتن، التي يُشعلها المغرضون في شتّى الجوانب الحياتية، والعقائدية؛ فالأزْهرُ حينما يقول كلمته التي تتمخض عن ثوابت الوسطية، وتتسق مع صحيح الكتاب، والسنة، لا يستطيع أو يجرؤ أن يُزايد عليه كائنٌ من كان؛ فحينما يتحدث علماؤه يصْمتُ الجميع؛ ففي حديثهم المتوازن إزالةٌ للبس، ودحرٌ للشبهات، وتدميرٌ لمخططاتِ المغرضين، والمنْدسّين، وأصحاب الأجندات المقيتة. والجميعُ يشهدُ بأن تاريخ المؤسسة الأزهريّة مشرّف؛ حيث تدعم على الدوام تلك المؤسسة الوطنية الدولة المصرية، وما تتبناها من رؤى استراتيجية تستهدف الإعمار، وتضيفُ إلى حضارة الوطن العظيم؛ فشعارُ الأزْهرِ المعلن منذ فجر التاريخ هو تعضيد ماهية استخلاف الإنسان، وهذا يعني أن يكون أداة للبناء بصورة مُسْتدامة؛ ومن ثم تحرص المناهج الأزهرية على تعظيم قيمة العمل، بل، وبلوغ مسْتوياتِ الإتقان فيه؛ حيث إن ذلك من شعائر الإيمان، لا ريب فيه. وفي ضوء ذلك يُعوّل فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي على شراكة المؤسسة الأزهريّة في بناء هذا الوطن، ونهضته الذي يعيش في قلوب المصريين دون استثناء؛ ولأن الأزهر في دعوته التي تقوم على السّماحة أكّد على أن حُبّ الوطن، وإعْماره، ورفع رايته، وحماية مُقدّراته، والزَّودِ عن ترابه من عماد الإيمان، وثوابته، وتلك دعوةٌ أصيلةٌ، ومُتأّصلة، ومُتجذّرة في وجدان كل من ينتسب إلى الأزهر سواءً أكان أستاذًا، أم طالبًا، أم مغترفًا لمشارب العلم. ويثق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنّ مؤسسة الأزهر من إحدى المؤسسات الرئيسة التي تُساهم في تشكيل بناء الشخصية، وتسعى من خلال مناهجها أنْ تصْنعَ إنسانًا يمتلك أمنًا فكريًا يضمن انخراطه في مجتمعه، والمجتمعات الإنسانية؛ حيث يصبح مشاركًا منتجًا فاعلًا في مواجهة التَّحديّ، متغلبًا على كل ما يواجهه من صعوباتٍ، قادرًا على تحقيق أهدافه، راغبًا في تصحيح مساره، مُحِبًا لمن يُهدي إليه خطأه؛ ليصلحه، مُدْركًا ما عليه من واجباتٍ، وما له من حقوقٍ، متمسكًا بنسقٍ قيمي يتبناه مجتمعه كونه السياجَ الضامنَ للبقاء، والاستقرار، والتنمية المستدامة في مجالاتها المختلفة. ومن صور دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للمؤسسة الأزهرية فتح المجال لتعزيز العلاقات مع دول العالم المختلفة؛ حيث إن الأزهرَ يُعد حاضنًا لدول شرق آسيا، وكثيرٍ من دول القارة السّمراء؛ إذ يقدم لمريدي العلم منها كآفة البرامج الأكاديمية، والمهنية، والدينية التعليمية منها، والتدريبية التي تسهم في رفع الكفاءات، وصقل الخبرات، وتشكيل الوعي الوسطيّ الصحيح بما يسهم في محاربة الفكر المنحرف، والممارسات المتطرفة، وهذا يبرهن على قوة المؤسسة في نشر السّلام العالمي، والتعايش السّلمي. والأزهر بكافة مؤسساته له سمةٌ يتفرد بها؛ فرغم مواكبته لأطر، ومسارات، ومداخل التطوير لمواكبة كل جديد؛ إلا أنه يحافظ على تراثه الأصيل، وثوابته النبيلة من قبل علماء أفاضل يعملون على تربية أجيال تلو الأخرى تعْتزُّ بذاتها، وتحب أوطانها، وتصْطفُّ خلف قيادتها، ومؤسساتها، لا تقبل الاستسلام، ولا صور الخضوع، ولا ترتضي المذلة، وتمتلك من الوطنية، والقومية، والهوية ما يجعلها ترتقي ببلادها، وترفع رايتها عالية خفّاقة على ترابه، أو خارج أرضه إذا ما أُوْكلتْ إليهم مهمة أن يكون سفيرًا لبلده. والمطالعُ لفلسفة التعليم الأزهري يدرك أن المؤسسة بمراحل تعليمها المختلفة تقدس الحرية؛ لكن في ثيابها المسئول الذي يؤكد على الإنسان حقوقه المشروعة، ومسئولياته المعلومة في مناحي الحياة الاجتماعية، وأبعادها، والتعليمية، والسياسية، والقانونية، والثقافية والاقتصادية، والبيئية، والعسكرية، والصحية؛ لنحصد جراء ذلك نسقًا قيميًا يشكل معارف، ووجدان، وسلوك مواطن يقدر بلده، ويعلى من قدر رموزها، ويحيي ثقافته، ويحافظ على ملامح حضارته، ويصونها، ولا يتزحزح قيد أنملة عن هويته، وقوميته؛ فالتضحية بالنسبة له من قبيل الشهادة التي يتمناها، بل، ويسعى إلى نيْلها في سبيل إعلاء كلمة الحق، ونصرة بلاده، وحمايته؛ فأمن الوطن، وأمانه، واستقراره من مقاصده الرئيسة دون مواربةٍ. إن حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توفير كل أوجه الدعم لاستمرار الأزهر في نشر رسالته العالميّة على الوجه الأكمل نرصدها فيما يتخذه من قرارات داعمة لنظم التعليم به؛ حيث قد وافق سيادته على تعيين (40) أربعين ألفا من المعلمين الأزهريين؛ لسد الاحتياجات التعليمية بمؤسسات التعليم قبل الجامعي، وهذا يشير إلى أن رسالة العلم التي يقوم عليها التعليم من أولويات اهتمام القيادة السياسيّة المصريّة. إن الإيمان برسالة المؤسسة التعليمية، ودورها في بناء الإنسان تأتي في قمة هرم أولويات الدولة، والمصرية، وقيادتها السياسية دون مواربةٍ؛ حيث تم التمهيد لخلق بيئة داعمة تتضمن بنية تحتية، وفوقية تساعد في إيجاد مناخ تعليمي فعّال بالمؤسسات التعليمية؛ فقد بات هناك اهتمام كبير بتوظيف التقنية، وعلى وجه الخصوص أدوات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كآفة الأنشطة التعليمية؛ حيث إن مفردات، وخصائص تلك الأدوات، والتطبيقات تتناغم مع طبيعة المتعلم في هذا العصر المتسارع، والفضاء المنفتح. وفي هذا الإطارِ نُثّمِنُ دور الدولة في تقديم كآفة صور الدعم اللوجستي التقني، وأشكاله للمؤسسات التعليمية؛ حيث قد وفّرتْ لها البنيةُ التقنيةُ، وأدواتها التي تساعد في استخدام، وتوظيف المتعلم، والمعلم لها بصورٍ مُيسّرةٍ، وسهْلةِ المنالِ، وهنا نتحدث عن التجهيزات التقنية التي باتت تمتلكها كثيرٌ من المؤسسات التعليميّة العامة منها، والأزهريّة؛ إيمانًا بدورها في اكساب المتعلم مزيدًا من الخبرات التعليمية، التي تساعد في بناء جوانب التَّعلم المختلفة لديه من معارفَ، ومهارات، ووجدانياتٍ مستهدفةٍ.