سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتحدث باسم بلدية غزة: نحتاج 24 شهرا لرفع ركام المنازل المدمرة.. حسنى مهنا: نطالب بفتح كامل للمعابر.. مصر سند وعون للفلسطينيين فى محطات الصراع مع الاحتلال.. نحتاج لإقامة جسر آمن للمساعدات لتخفيف معاناة السكان
حسنى مهنا: كمية الركام فى القطاع تتجاوز 42 مليون طن نعمل على فتح الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية بإزالة الركام نسعى لإعادة تأهيل المدينة وضمان استمرارية الخدمات الأساسية
كشف المتحدث باسم بلدية غزة، حسنى مهنا، الجمعة، عن تفاصيل خطة طوارئ للبلدية للتعامل مع المنازل المدمرة، مشيرا إلى أن الخطة تعتمد ثلاثة محاور رئيسية، وهى الإغاثة العاجلة التى تتضمن إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية لتمكين فرق الإسعاف والمساعدات والسكان من الوصول إلى الأحياء المتضررة، إدارة النفايات والركام: تشمل جمع النفايات وفصلها عن الركام، والتنسيق مع الجهات المعنية لإعادة تدوير ما يمكن منهما أو التخلص منهما فى مواقع آمنة. وأوضح حسنى مهنا فى حوار ل«اليوم السابع» أن الخطة تشمل صيانة البنية التحتية بشكل أولى عبر إصلاح شبكات المياه والصرف الصحى والطرق بشكل طارئ لتسهيل الحركة وايصال الخدمات لكل المناطق السكنية فى المدينة والحد من الأضرار البيئية والصحية، وبدء عملية الاعمار الشامل للمبانى والمنشآت والبنى التحتية لإعادة الحياة إلى طبيعتها فى مدينة غزة وفق الإطار العام الذى أطلقه اتحاد بلديات قطاع غزة تحت عنوان «فينيق غزة». وأشار المتحدث باسم بلدية غزة إلى الدور الريادى والكبير الملقى على عاتق مصر الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار فى ضمان تنفيذ كل بنود الاتفاق وفتح المعابر لادخال كل ما تحتاجه المؤسسات الخدماتية من أجل التعافى وإعادة الإعمار. وأوضح أن الشعب الفلسطينى فى غزة يحتاج إلى فتح كامل للمعابر ورفع الحصار ودعم عاجل لتوفير المعدات والآليات الثقيلة التى تتناسب مع حجم الدمار لإزالة الركام، بالإضافة إلى دعم قطاعات المياه والكهرباء، حيث تعانى غزة من انهيار كامل فى البنية التحتية، بالإضافة إلى تدخل دولى لإعادة تشغيل مرافق البلدية وضمان وصول الوقود لتشغيل محطات الصرف الصحى والمياه. وأكد المتحدث باسم بلدية غزة على ضرورة استئناف إمدادات المياه والكهرباء والوقود مع إقامة جسر آمن للمساعدات الإغاثية والإنسانية للتخفيف من معاناة السكان. ولفت إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن كمية الركام فى قطاع غزة تتجاوز 42 مليون طن، منها 15.5 مليون طن فقط فى مدينة غزة لوحدها، وهو ما يفوق بكثير إمكانيات البلدية المتضررة جراء حرب الإبادة الجماعية، مشيرا إلى حاجتهم إلى تدخل دولى لتوفير الأدوات والآليات والمعدات الثقيلة اللازمة، حيث إن معظم آليات البلدية معطلة أو دُمرت بفعل القصف الإسرائيلى، ما يحد من قدرة البلدية على التعامل مع الدمار الهائل فى المدينة. وحول أماكن نقل الركام، أشار إلى أنهم يبحثون عن أماكن مؤقتة لنقل الركام لكن التحدى الأكبر يكمن فى إيجاد مساحات كافية وملائمة بيئيا لذلك، إلى حين الاستفادة من هذا الكم الكبير من الركام، مرجحا أن تستمر عملية إزالة الركام لفترة تتراوح بين 12 و24 شهرا، فى حال تم إدخال كميات كبيرة من المعدات والأدوات والآليات الثقيلة التى تتناسب مع هذا الواقع المرير، وإسناد الطواقم الخدماتية بفرق عربية ودولية للمساندة والمؤازرة. وأوضح أن فرق البلدية تعمل حاليا على فتح الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية بإزالة الركام لتسهيل حركة المواطنين والفرق الخدماتية المختلفة والوصول الى المرافق الحيوية بيسر، إعادة تشغيل أكبر قدر ممكن من محطات الصرف الصحى والمياه لتحسين واقع الخدمات الأساسية للمواطنين، مشيرا إلى تدمير 63 بئرا للمياه و4 خزانات رئيسة للمياه و8 محطات لضخ الصرف الصحى. وأكد أن بلدية غزة تقوم بإجراء عمليات إصلاح مؤقتة لشبكات المياه المتضررة لتخفيف الأزمة الصحية، لزيادة رقعة المناطق المشمولة بخدمة توصيل المياه بعد أن تقلصت إلى 60% بسبب تدمير مساحات واسعة منها فى الحرب الإسرائيلية لتصل إلى أكثر من 110.000 متر طولى من الشبكات. وأوضح أن الفرق التابعة للبلدية تعمل على جمع النفايات المتراكمة والمتكدس فى أنحاء مختلفة من مدينة غزة بعد أن تجاوزت أكثر من 165.000 طن، للحيلولة دون تفشى الأمراض بشكل أكبر، حيث أصبحت تمثل هذه النفايات «قنبلة موقوتة» وسط المدينة وتشكل خطرا حقيقيا على حياة السكان. وعن بقايا الذخائر والصواريخ الإسرائيلية التى لم تنفجر، أشار إلى وجود تواصل مستمر مع كل الجهات ذات العلاقة لإزالة مخلفات الحرب الخطيرة، مؤكدا أنهم يعملون بالتنسيق مع الجميع لضمان التخلص الآمن من القذائف والصواريخ غير المنفجرة حفاظا على حياة طواقمنا العاملة فى الميدان والسكان. ولفت إلى أن 49 موظفا وعاملا من بلدية غزة استشهدوا خلال الحرب، معظمهم أثناء أداء واجبهم الإنسانى فى تقديم الخدمات الإنسانية الملحة، مؤكدا فقدان عدد كبير من الآليات والمرافق التابعة للبلدية، تجاوزت 133 آلية ومركبة تشكل ما نسبته 80% من إجمالى آلياتنا ومركباتنا، ناهيك عن أن الأعداد المتبقية هى آليات متهالكة وقديمة جدا، فضلا عن تدمير 22 مبنى تابعا لبلدية غزة. وأكد أن البلدية فى غزة تحتاج بشكل عاجل إلى دعم فى المجالات التالية أولها توفير آليات ومعدات ثقيلة لإزالة الركام، دعم مشاريع عاجلة لصيانة البنية التحتية فى المناطق الحيوية «مياه، صرف صحى، طرق»، لتقديم الخدمات الأساسية الضرورية للسكان، توفير معدات الحماية الشخصية للفرق الميدانية، حفاظا على حياتهم، ضمان وصول الوقود لتشغيل المرافق الأساسية، استئناف امدادات المياه والكهرباء لتشغيل مرافق البلدية وتحسين واقع الخدمة، توفير مولدات كهرباء احتياطية وأنظمة طاقة شمسية للمرافق الحيوية، لضمان استمرار عملها على مدار الساعة، تقديم دعم مالى وفنى لضمان استمرارية الخدمات البلدية. وحول سبل حل مشكلة المياه والكهرباء فى غزة، أكد حسنى مهنا أن بلدية غزة على تواصل مع المؤسسات الدولية للضغط من أجل إدخال المعدات اللازمة لإصلاح شبكات المياه والكهرباء، مشيرة إلى وجود حاجة ماسة لإعادة تشغيل محطات التحلية ومحطات الضخ، حيث إن معظمها توقف بسبب القصف الإسرائيلى ونقص الوقود. وأوضح أن طواقم البلدية تعمل على إزالة النفايات من الشوارع، لكن الأزمة كبيرة نظرا لتدمير جزء كبير من أسطول الآليات التابع لبلدية غزة، الأمر الذى يحول دون القدرة على التعامل مع الركام. نحاول حاليا إيجاد حلول مؤقتة بالتعاون مع المجتمع المحلى والجهات الإنسانية، لكن نحتاج إلى دعم دولى مستدام لحل المشكلة بشكل جذرى، وهذا يتطلب نوعين من المساعدة وهما توفير آليات ومعدات ثقيلة لإزالة الركام، إدخال فرق دعم وإسناد لطواقم البلدية المنهكة، بسبب طول أمد الحرب. وكشف المتحدث باسم بلدية غزة عن وجود اتصالات مع الجهات المصرية من خلال الجهات الحكومية أما المؤسسات الدولية فالتواصل دائم ومستمر لدعم جهود إزالة الركام وإعادة الإعمار، معربا عن أمله فى أن تؤتى هذه الجهود أُكلها لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية فى غزة. ولفت إلى أن تواجد السكان فى المناطق المتضررة يعرض حياتهم فى كثير من الأوقات للخطر، خاصة مع وجود ركام غير مستقر ومخلفات حرب خطيرة، مؤكدا أن البلدية تحاول توفير حلول إيواء مؤقتة، لكن الأمر بحاجة إلى تدخل دولى واسع لتوفير المساكن المؤقتة والخيام والشوادر، إضافة إلى إيجاد مساحات مناسبة فارغة لانشاء مراكز للإيواء. وأشار إلى أن الأيام الصعبة فى هذه الحرب كثيرة، لكن أصعبها تمثل فى فقد زملاء أثناء تأدية واجبهم الإنسانى والمهنى فى تقديم الخدمة لسكان المدينة والنازحين اليها، موضحا أنه من المواقف الصعبة رؤية الأطفال والنساء والمسنين وهم يبحثون عن مأوى وسط الدمار ولقمة بسيطة وسط المجاعة وشربة ماء تروى ظمأهم كانت من اللحظات القاسية، ناهيك عن مشاهدتك لجثث الشهداء فى الشوارع وعدم قدرتك على انتشالها بسبب الاستهداف الإسرائيلى، نحن فى بلدية غزة واجهنا حربا لم تستهدف فقط المبانى، بل استهدفت الحياة بأكملها، على حد قوله. ودعا المتحدث باسم بلدية غزة المجتمع الدولى والمؤسسات الإنسانية للتحرك الفورى لتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل المدينة وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، مؤكدا أنهم يبذلون كل ما بوسعهم رغم التحديات الهائلة، لكن الأمر يحتاج إلى جهد جماعى دولى لإنقاذ غزة من كارثة إنسانية محققة، وهنا يكمن الدور الحقيقى والريادى لمصر فى دعم وإسناد أشقائها الفلسطينيين الذين طالما كانت سندا وعونا لهم فى مختلف محطات الصراع التاريخى مع المحتل الإسرائيلى.