سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون العائدون يتحدثون ل«اليوم السابع» عن صدمة التدمير.. سنضع خياما على أطلال منازلنا.. نحتاج تغيير المشهد من الدم والدمار والنار إلى الحب والسلام والبناء.. متحدث فتح: نشكر القيادة المصرية على موقفها
أعرب عدد من المواطنين الفلسطينيين العائدين إلى قطاع غزة، اليوم الأحد، عن سعادتهم الكبيرة بالعودة إلى منازلهم المدمرة والتى تحولت إلى أطلال، مؤكدين أنهم سيعملون على بناء ما تم تدميره والتأقلم مع الوضع الحالى إلى حين إعمار كل المناطق والمدن التى دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلى الهجمى. وقالت الفلسطينية ابتسام داوود، 27 عاما، ل«اليوم السابع» إنها ستعود إلى منزلها فى حى الزيتون رغم تدميره بشكل كامل، مؤكدة أنهم سيعملون على التأقلم وبحث سبل العيش داخل هذا المنزل المدمر إثر القصف الإسرائيلى. وأكدت الشابة الفلسطينية، التى تعمل محاضرة فى إحدى الجامعات الفلسطينية والتى تكمل دراستها بدون أى راتب منذ اندلاع الحرب فى غزة، أن الشعب الفلسطينى داخل القطاع يحتاج إلى المياه والكهرباء والإنترنت، وكذلك توفير فرص عمل كى يبدأوا فى العودة إلى حياتهم الطبيعية. فيما أعرب المهندس الفلسطينى عبدالمحسن مسعد، 46 عاما، عن شكره وتقديره لدور الدولة المصرية - رئيسا وجيشا وشعبا - لدعم أبناء الشعب الفلسطينى، وإجهاضها لمشروع تهجير الفلسطينيين، ووقف شلال الدم، وفتح معبر رفح البرى منذ اللحظة الأولى، لإدخال المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية وإخراج الجرحى والمصابين الفلسطينيين. وأوضح الشاب الفلسطينى، أن كل النازحين حزموا أمتعتهم وشرعوا فى هدم الخيام، استعدادا للحظة الانطلاق مشيا على الأقدام باتجاه شمال غزة حيث الشوارع المدمرة والمنازل غير الموجودة، موضحا أن معالم شمال غزة، خاصة جباليا ومشروع بيت لاهيا، حيث يسكن، قد تغيرت تماما، وكأنها استهدفت بالقنبلة النووية، مضيفا: سنعود للبحث عن بقايا الأثاث والأوانى المنزلية وكذلك ملابسنا، سنزيل الركام كى ننصب خيمة فوق أنقاض منزلنا المدمر». وشدد على أن قطاع غزة يحتاج لكل الاحتياجات الرئيسية من مساعدات غذائية، وملابس، وأماكن بديلة للسكان، وخيام وخزانات مياه وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات التى تحتاج للوقود بشكل عاجل، متابعا بالقول: نحتاج تغيير المشهد من الدم والدمار والنار والقذائف إلى الحب والسلام والاستجمام. من جانبه، أكد منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح أنه منذ البداية وضع الاحتلال الإسرائيلى أهدافا استراتيجية فى حرب الإبادة أولها تهجير الشعب الفلسطينى إلى خارج غزة، موضحا أن قرار الشعب الفلسطينى برفض الهجرة من القطاع إلى جانب الخطوط الحمراء التى وضعتها مصر بعدم فتح الحدود ومنع الهجرة، أدى إلى فشل مشروع الهجرة الطوعية والقسرية. وأوضح المتحدث باسم حركة فتح فى تصريحات ل«اليوم السابع» أن المواطنين الفلسطينيين يعودون اليوم من الجنوب إلى مدينة غزة والشمال، وذلك بالرغم من تنفيذ خطة الجنرالات بتدمير ونسف المنازل، إلا أن أبناء الشعب الفلسطينى ينتظرون العودة بفارغ الصبر، متوجها بالشكر إلى القيادة المصرية على موقفها الوطنى تجاه القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى تمكين الحكومة الفلسطينية التى هى وحدها تستطيع توحيد الوطن جغرافيا وديمغرافيا وسياسيا، كما أن الحكومة الفلسطينية هى الجهة الشرعية والقانونية التى بموجبها تعمل على تجنيد العالم من أجل إغاثة وإعمار القطاع. وأكد أن غزة تحتاج إلى لملمة الجراح بالوحدة الوطنية وتنّحى الجميع من المشهد السياسى وأن يعمل الكل خلف الحكومة الفلسطينية حتى تستطيع الخروج من الواقع المظلم، نتيجة الحرب المجنونة، فالوضع خطير وقاس من كل النواحى الصحية والبيئة والاجتماعية والاحتلال دمر كل مناحى الحياة، مضيفا: الفصائل لن تستطيع القيام بذلك ولا بديل إلا الحكومة الفلسطينية الجهة الشرعية والقانونية. وأكد أستاذ العلوم السياسية فى جامعة الأمة، الأكاديمى الفلسطينى الدكتور حسام الدجنى، أن لحظة عودة سكان قطاع غزة إلى منازلهم شمالى القطاع تعد لحظة فارقة تختلط بها المشاعر بين الفلسطينيين، ما بين السعادة الغامرة للقاء الأحبة وإفشال مخطط التهجير، وما بين الصدمة من حجم الدمار وانعدام مقومات الحياة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التى ارتكبتها إسرائيل. ولفت «الدجنى» فى تصريحات ل«اليوم السابع» إلى أن غزة تحتاج لحكومة توافق وطنى تجمع الكل وتكون قادرة على إعادة الإعمار والبناء والإغاثة، بخطاب وسلوك وطنيين يبعثان الطمأنينة والأمل للفلسطينيين، لمنع التهجير الطوعى، وبناء استراتيجية وطنية متوافق عليها تعطى قيمة للإنسان الفلسطينى وتضع حلولا لمشاكل قطاع غزة فى كل المستويات. كذلك أكد الباحث الأكاديمى فى العلوم السياسية، مدير تحرير شؤون فلسطينية، الدكتور إبراهيم ربايعة، أن مشاعر الفلسطينيين فى غزة بعد العودة، ستكون مختلطة ما بين البحث عن الأحباء تحت الأنقاض ومنازلهم المدمرة، وحاجة السكان للكثير من المساعدات والمستلزمات العاجلة وفى مقدمتها عمليات الإغاثة وتلبية الاحتياجات الأساسية فى كل مناطق غزة. أوضح «ربايعة» فى تصريحات ل«اليوم السابع» أن سكان غزة يحتاجون إلى زرع الأمل وخلق حالة من الثقة لدى الفلسطينيين بعودتهم إلى مناطقهم، لافتا إلى أن القطاع يحتاج لمنهج شامل وكامل يرصد الخسائر ويضع رؤية للتعافى وإعادة الاعمار، مشددا على ضرورة وجود رؤية وطنية فلسطينية وعدم حدوث فراغ داخل قطاع غزة.