تعيين الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب لمارتن مكارى فى المنصب الخطير الشديد الأهمية كرئيس هيئة الدواء الفيدرالي، إضافة لمجموعة المصريين، يدعم دخول العالمية، كدخول جورج سمير حلمى فى الكونجرس الأمريكى فى منصب السيناتور لولاية نيو جيرسى، وفوز رامى مالك بجائزة الأوسكار كأحسن ممثل فى العالم. وكذلك أصبح دخول المصريين للعالمية خبراً عادياً نسمع به دائماً وتضاف هذه، الأسماء إلى العالِم الراحل أحمد زويل، ولاعب الكرة الموهوب محمد صلاح والسير النابغة الدكتور حبيب القلوب مجدى يعقوب وغيرهم من أسماء نجوم مصرية حلقت فى سماء الشهرة العالمية. وأنى كمهاجر مصري منذ مدة تزيد على خمسين عاماً فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ألاحظ أن أكثر المقيمين فى مصر لا يدركون أن السبب لهذا النجاح هو مرتبط بتكوين الأسرة المصرية مسلمة أو مسيحية، بالإضافة إلى تاريخ عظيم لشخصيات مصرية عظيمة تبدأ بالدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، وعميد التعليم المجانى للجميع، وهدى شعراوى وقاسم أمين وهما صاحبا الفضل فى دعم شخصية المرأة المصرية الحديثة، ولا نستطيع أن ننسى الرئيس جمال عبد الناصر الذى ألغى مصاريف الجامعات للطلاب، وأصبح التعليم الجامعى فى متناول جميع أبناء المصريين. وطبعاً كمصرى مسيحى أرى أن قداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة، الذى أسس منذ حوالى خمسين عاماً الكنيسة المصرية الحديثة بالمهجر، وتزايد عددها الآن إلى أكثر من 500 كنيسة فى كل أرجاء العالم بكل القارات، وكذلك اهتمامه بتطوير الدور المؤثر فى وصول أكثر الكهنة للتعليم العالى والتخرج فى جامعات لها شهرتها كأطباء وصيادلة ومحامين ومهندسين وغيرها من المهن المرموقة مما جعل اندماج الكاهن مع الشعب المُثقف شيئاً عادياً. وبنظرة متأملة لموضوع الأسرة المصرية، سواءً الأسر المسلمة أوالمسيحية، ونظرا لوجودى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لعقود طويلة من الزمن، واختلاطى بعائلات كثيرة فى بلدان العالم، اكتشفت أن علاقة الأب والأم فى مصر مع بعضهما البعض، تعد علاقة فريدة وقوية لا مثيل لها فى أغلب بقاع الأرض، وخير مثال لناتج هذه العلاقة، النجم العالمى محمد صلاح، الذى نشأ فى قرية مصرية، لأسرة بسيطة، لكن والدته بفطرتها المصرية الأصيلة، كانت تدرك أهمية دعم ومساندة ابنها، وأتخيلها وهى تستيقظ مبكرا الساعة الرابعة فجرا، لتعد له ما يحتاجه من تغذيه تعينه على رحلته اليومية من قريته إلى النادى ليبدأ مشوار العالمية والتحدى بمساعدة أسرته. كما أن لوالده دورا عظيما أيضا، كأى أب مصرى، الذى يعد السند للأبناء، فوالد "صلاح" لم يكتف باصطحابه فى الرحلة اليومية الشاقة من قريته إلى القاهرة، بل صدق فى موهبته وقدرته على الوصول لهدفه.. فهذه هى تركيبة الأسرة المصرية فى مصر وفى أمريكا وفى العالم كله. وتركيبة المرأة المصرية لم تتغير، رغم سفرها وهجرتها إلى الخارج، فاصطحبت دورها العظيم فى دعم أبنائها معها إلى الخارج فى بلاد المهجر، لنجد أننا منذ تكوين الجالية المصرية فى الخارج في الستينيات والسبعينيات، حيث قررت المرأة المصرية أن يكون لها دورمتوازى هى وزوجها فى دخل الأسرة، لتعمل مع زوجها يداً بيد بمهن الطب والصيدلة والهندسة، وغيرها بالإضافة إلى المهام المنزلية المعتادة للمرأة المصرية، تجهيز الوجبات ومراجعة الدروس مع الأولاد وشراء احتياجاتهم وغيرها، فكانت الرابطة القوية فى المنزل وسببا رئيسيا فى نجاح الأسرة. ومع مرور السنين، تمت ترجمة تلك الحالة، لنجد نجاح الجيل الثانى من المهاجرين المصريين، لدرجة أن أصبح أمرا عاديا أن تدخل أى مستشفى فى الولاياتالمتحدة، فتكتشف أن المصريين هم من أحسن عناصر الفريق الطبي فى تلك المؤسسة الطبية، وجميعهم من الجيل الثانى، وكذلك الأمر فى الجامعات وفى البنوك وغيرها، لنعود ونؤكد أن السبب الرئيس لنجاح المصريين بالخارج هو ميراث قوة الأسرة المصرية. وأخيرا يجب أن يدرك الجيل الجديد من الشباب، أن طريق النجاح، يجب أن يرثه الشباب من الأبناء، ليعمل كما عمل الأب والأم المصريين فى الداخل والخارج. وبعد أن قرأت زوجتى الدكتوره "هدى حليم" هذا المقال لمراجعته، اقترحت على الفور فكرة تنظيم مؤتمر فى الولاياتالمتحدة لبحث السُبُل التى نقدمها فى مصر وفى الخارج، لتعميق الانتماء للوطن الأم مصر، وذلك بالنسبة للجيل الثانى والثالث لأبنائنا وأحفادنا بالمهجر.