إبراز مهارات الطلاب فى الكليات العملية، لم يكتب لها النجاح على أرض الواقع، وفى كلية آثار بجامعة الفيوم قرر طلاب قسم الترميم تقديم مشروعات مهارية حقيقية. وقام الدكتور الأستاذ عبد القادر صالح رئيس قسم النماذج الخشبية بالمجلس الأعلى للآثار، والعضو المنتدب بكلية الآثار جامعة الفيوم عن قسم الترميم برعاية مشروع الطلبة لتقديم مشروع تنمية حقيقى لمهارات الطلاب داخل الكلية، وذلك باستغلال طاقاتهم ، بالإضافة إلى تدريبهم على الجانب العملى فى الكلية بشكل موسع. يقول عبد القادر صالح: قبل تبنى مشروعات الطلبة انحسرت أنشطة الطلاب فى عمل مجلة أسبوعية، أو إقامة ندوات وبعض الأعمال الخيرية، ولهذا قمنا بتنمية الجانب العملى لديهم بمشروع يفيد الطلاب والكلية معا. وبدأ المشروع بتجميل الكلية حتى تعبر على أنها كلية آثار وذلك بعمل تماثيل ولوحات فنية تجمع أعمال الطلاب وتدربهم على ما يدرسه بشكل عملى، وقمنا بالفعل بعمل قطع من توت عنخ آمون وخفرع وقطع أخرى لبعض الملوك، وتم ذلك بالاستعانة بطلاب من قسم الترميم وبدأنا فى عمل لوحات زيتية وجداريات والحفر على الخشب لعمل أعمال إسلامية، وذلك فى مجالات النحت، الصب، الاستنساخ، تلوين ودهانات، حفر، تشكيل الأخشاب والطبع والرسم. ويضيف كل ما نحتاج إليه، هو أن يتنازل كل واحد فى مكان قيادى عن قدر من صلاحياته ويعطيه لمن هم قادرون على عمل أشياء تضيف إلى مجال عملهم مثلما فعلت الدكتورة نجلاء محمود أستاذة حفر وتشكيل ومعالجة الأخشاب بكلية آثار جامعة الفيوم، وعمداء الجامعة. ويشترك فى هذا المشروع طلاب من الفرقة الثانية ترميم، وآخرون من قسم المعادن. ويقول محمد رفعت الطالب فى الفرقة الثانية آثار قسم ترميم، جامعة الفيوم، تعلمت من هذا المشروع الكثير من الأشياء التى لم أتعلمها فى دراستى النظرية. أما سماح إسماعيل الطالبة فى الفرقة الثانية ترميم تشير إلى صعوبة المشروع، لكن الاستفادة منه أكثر من صعوبته لأننا نشتاق كثيرا إلى الجانب العملى وليس النظرى، وهذا المشروع يشبع ما بداخلنا من طاقات. ومن الطلاب المشتركين فى المشروع أيضا سوزى عادل، التى تخرجت فى كلية آثار قسم ترميم، ولكنها سمعت عن المشروع وطلبت أن تشارك فيه حتى تعوض ما نقصها من الاستفادة العملية التى لم تحصل عليها. وتقول ديميانا مجدى، خريجة آثار قسم ترميم: وجدت فى هذا المشروع ما لم أجده فى الجانب العملى أثناء دراستى، وهو أمر ممتع. من حيث ما نتعلمه فيه ، وأكثر شىء لاحظته أثناء عملى فى المشروع هو الدراسة التى تمت من قبل للعمل بالإضافة إلى روح التعاون المشتركة بيننا فلا يوجد فرق بين طالب ودكتور ومدرس الكل يعمل فقط لنجاح المشروع وتحقيق الأهداف المرجوة منه. أما نسمة الرفاعى خريجة آثار قسم ترميم فترى أن المشروع أعطى لهم أكثر مما كانت تتصور، موضحه أن الجانب العملى لم يكن له أهمية أيام الدراسة، رغم أن كلية آثار تعد من الكليات العملية، وأستطيع بعد الانتهاء من هذا المشروع العمل بشكل طبيعى فى مجال الترميم لأنى أخذت الخبرة والجانب العملى الذى يعطينى قوة ودفعة للعمل. وأشار الأستاذ محمد عبد الباسط، مدرس مساعد جامعة الفيوم قسم ترميم إلى أن الفكرة من المشروع تقوم على تدريب الطلبة على الجانب العملى والمشروع أفادنى بصفة شخصية، وأستطيع تعليمها للآخرين بالإضافة إلى خلق روح تعاون والعمل جماعى هادف وممتع. ويقول الأستاذ مصطفى عبد الفتاح، مدير ترميم آثار سقارة ودهشور وأبو صير نحن نقوم فى هذا المشروع على إحياء الفن المصرى القديم بشكل جديد بالإضافة إلى رسم الحوائط، ونحن نطالب أن يتم تعميم هذا المشروع على كل كليات آثار فى مختلف المحافظات، وهذا يتم ذلك لابد أن يكون تعاونا مشتركا بين وزارة التعليم العالى وهيئة الآثار، ومنه يمكننا عمل مشروع نشر ثقافى لآثارنا فى الميادين المختلفة حتى تصبح البلاد جميعها قطعا أثرية تجذب إلينا السياح.