انطلق اليوم فى طرابلس ببلنان المؤتمر العالمى الحاشد " ثورة الأمة.. مخططات الإجهاض وحتمية المشروع الاسلامى" والذى يشارك فيه حشد منَ الضيوفِ البارزينَ من السياسيين والمفكرينَ قدِموا من مصرَ وسوريا وتونسَ وليبيا والأردنَ واليمن، والبعضُ ممن لم يتمكنْ منَ الحضورِ شخصيًا سيشاركُ عبرَ الفيديو، وسيتعرضونَ لثورةِ الأمةِ لتبيانِ واقعِها وخلفياتِها وما حققَتْه من إنجازاتٍ، وما تواجهُه من صعوباتٍ وعقباتٍ فى صراعِها لِطَى الواقعِ الجغرافى والسياسى الذى فرضته الدولُ الاستعماريةِ بعدَ أنْ هَدمتْ دولةَ الخلافةِ فى سنة ألفٍ وثلاث مئة واثنتين وأربعين هحرية/ ألف وتسع مائة وأربع وعشرين (1342ه/ 1924م) والانطلاق لتسنمِ دورِ الصدارة والقيادة التى شرفَها اللهُ الحقُّ به. فى البداية رحب عريف المؤتمر الشيخ عدنان مزيان بالحضور من جميع بلدان العالم، وقرأ الشيخ ربيع حداد آيات من الذكر الحكيم، ثم جاءت كلمة الافتتاح للعالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير. ووصف أبو رشته فى كلمته الحكام بالطغاة المستبدين لما يقومون به من تكميم الأفواه، ولا يسمحون بقول إلا إن كان تسبيحاً بحمدهم ونفاقا، وتمجيداً لهم وتصفيقاً وذلك لكل ما يخرج من أفواههم من غث وسمين، بل قد فقدوا كل سمين أو شبه سمين، وأحاط بهم غثهم من كل شمال ويمين. بحسب وصفه . وقال أبو رشتة، لقد ضرب الله سبحانه لنا مثلاً عن الطغاة الأولين بفرعون، فقد طغى وبغى، وتجبر وتكبر، وقال أنا ربكم الأعلى، فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ، ولقد كان يكمٍّم الأفواه، ويمنع كلمة الحق أن تقال، ولا يرضى قولاً إلا أن يأذن به ويكون كما يرى فرعون قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وليس هذا فحسب بل إن أى شبهة احتجاج ضده حتى وإن قل، فإنه كان يتهمه بأنه تمَّ دون إذنه، وأنه مؤامرة عليه من فعل أياد أجنبية لتخريب البلد قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِى الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ، ولكن فرعون فى النهاية أصبح أثراً بعد عين، وترك ما أُترِف فيه، وما تنعَّم به، ولم يبكه أحد فى السماء ولا فى الأرض وكان مذموماً مدحورا كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ، موضحا أن طغاة اليوم من فرعون الموبقةَ الأولى والثانية، ولكنهم لم يعتبروا بنهاية فرعون.