قال الكاتب والشاعر المغربى طاهر بن جلون، إن الإسلام هو الذى فاز فى بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط بعد الربيع العربى، حيث يعتقد بعض الناس أنهم وجدوا هويتهم الثقافية الحقيقية فى الإسلام"، كما قال إن الإسلاميين "عقبة" فى طريق الديمقراطية التى كانت البلدان العربية تطالب بها خلال الربيع العربى. وأشار بن جلون الذى يشارك اليوم فى المسابقة الدولية الخامسة فى بلباو بشمال إسبانيا إلى أن مستقبل الربيع العربى أصبح مرتبطا بشدة بمستقبل الإسلاميين، محذرا من تولية الإسلاميين الحكم فى البلدان العربية. ونقل موقع لا إنفورماسيون الإسبانى، تحذير بن جلون فى المقابلة التى أجرتها معه وكالة إيفى الإسبانية من أن تولية الإسلاميين الحكم بالبلدان العربية الآن يعنى رفضا للغرب ورفضا للحداثة الغربية كما يعنى أيضا رفض للعلمانية ومسئولية الفرد، وهذا يعنى أن البلدان العربية فى خطر لأنها سترفض أى تقدم وتطور يحدث فى البلاد كما أيضا هذا يعتبر على النقيض ما كانت تهدف إليه الثورات العربية التى كانت تطالب جميعها بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف بن جولون أن بالنسبة للإسلاميين فإن قارة أوروبا تعتبر قارة الانحطاط الأخلاقى خاصة أن بعض البلدان الأوروبية تسمح بزواج مثلى الجنس"، مشيرا إلى أن الإسلام يفكر فى الآخرين ولا يدع الناس يفكرون فى أنفسهم". وأكد بن جلون الذى كان آخر عمل له فى إسبانيا "الربيع العربى.. صحوة الكرامة"، إن الثورة فى مصر وتونس لم تكتمل، وفى رأى لا تعد هذه الأحداث "ثورات" بل إنها مجرد احتجاجات اجتماعية على الظروف الاقتصادية التى تدهورت بشكل كبير بعد هذه الأحداث. وأوضح الكاتب المغربى أن ما حدث فى العالم مجرد "عدوى" وعلى الرغم من أنه مصطلح سلبى ويستخدم كثيرا عند "المرضى" إلا أنها بالفعل ظاهرة انتشرت ليس فى العالم العربى فقط بل أيضا فى إسبانيا ونيويورك. وحول الأزمة فى سوريا حذر بن جولون أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا لأن سوريا حليفها الكبير هى روسيا، وبالتالى فإن الغرب لن يتدخل عسكريا مثلما حدث فى ليبيا، ولذلك فلابد من إقناع روسيا لمساعدة الشعب السورى فى التخلص من الديكتاتور الذى يقتل الأطفال، مضيفا أن الرئيس السورى بشار الأسد مثله مثل القذافى وصدام حسين لن يتخلى عن سلطته إلا عند مقتله.