بينما كنت أشاهد برنامج للأستاذ محمود سعد، وتطرق إلى أزمة استبعاد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وحدثت مواجهة تليفونية على الهواء بين المستشار حاتم بجاتو والشيخ حازم حول الدفوع القانونية التى كانت سببا لاستبعاد الشيخ من سباق الترشح ومع عرض الوثائق ورد الشيخ حازم عليها حتى استشعرت أننى أمام محامى مخضرم لا أمام داعية. فلقد رفع الشيخ حازم قناعة الدعوى الذى استطاع به أن يجتذب هذا الكم الهائل من التأييد الشعبى خاصة من التيار السلفى، فبدلا من أن يقدم الشيخ برهانا قاطعا على موقفة إذا به يفند الدلائل التى ساقتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ويشكك فى سلامة تلك الأوراق متهما وزارة الداخلية والخارجية واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالتزوير. وهو الأسلوب الذى يجيده المحامون من المراوغة واستغلال الثغرات فنجدة يتحدث عن العلامة المائية وشعار غير موجود وما شبة ذلك من حيل قانونية. لم يكتف الشيخ حازم بذلك فقط وإنما روج لمريديه فكرة أخرى هى أن دولة أمريكا مشتركة فى عملية تزوير كبرى مع مصر لإقصاء الشيخ من سباق الترشح خوفا على مركزها فى ظل وجود القائد والزعيم أبو إسماعيل الأيوبى على رأس الحكم فى مصر. الأخطر من ذلك هو وقوف كل هذه الحشود وراء أبو إسماعيل مرددين كلامة ورافضين مجرد فكرة أنه قد يكون كاذبا وكأنه رسولا أو نبيا لا يمكن أن يكذب. وللأسف إن قاعدة كبيرة من مريدى الشيخ يحملون درجات علمية عالية ويتمتعون بخلفية ثقافية عالية، ولكنهم غيبوا عقولهم وسدوا آذانهم عن رؤية حقائق لو أمعنوا النظر بقليل من الموضوعية لرؤها. أنا شخصيا لا أثق كليا فى اللجنة العليا للانتخابات ورئيسها ولكن نحن أمام حقائق ثابتة استطاعت تلك اللجنة أن تثبتها ولم يستطع الشيخ أن يخرج من جعبته ما ينفى عنه تهمة الكذب، وإذا كان الشيخ لا يثق فى القضاء فكيف يستند إلى حكم القضاء الإدارى ويرفض حكم الدستورية. فإن كان الشيخ حازم فى صراع على كرسى فليخرج من ثوب الداعية إلى روب المحاماة، وليخرج علماء الأمة الأجلاء أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ يعقوب وغيرهم لؤد الفتنة وحقنا للدماء وتحييد دورهم فى هذة القضية، فالقضية إذن صراعا دنيويا لا دور لمثل هؤلاء العظماء فيه فهم دعاة دين لا دنيا.