◄الطب النفسى يؤكد «على» سيكوباتى.. وأدهم شخصية «مستهينة» هل جربت أن تلعب دور البطولة فى فيلم أمريكانى أو حتى مصرى.. هل جربت عندما تمر كاميرات التصوير التليفزيونى لتسجل تشجيع الجماهير تتوقف أمامك لحظات.. فتقوم بعمل حركات وترسل بإشارات وكأن أهلك وأصدقاءك يرونك!! على عصام.. وأدهم. قبل يوم السابع والعشرين من نوفمبر كانوا مجرد شخصيات عادية.. يأكلون ويشربون ويتزوجون.. يتشاجرون.. لا أحد يهتم بما يفعلونه فهم أحرار !!. لكن هذا التاريخ غير مسار حياتهم.. لم تعد حياتهم الخاصة ملكاً لهم.. تحولت أدق أسرارهم.. مشاعا.. تقرؤه فى الصحف اليومية.. تسجله عدسات التليفزيون... حتى النيابة هما مطالبان بحلف اليمين وقول الحقيقة.. وإلا؟؟؟!! فربما يتحول كذبهما إلى حبل يلف حول رقبتيهما.. على عصام تردد اسمه كلما ذكرنا مقتل هبة العقاد (زوجته) وابنة المطربة ليلى غفران.. كان آخر من سمع أنين زوجته قبل الوفاة.. حمل على عاتقه محاولة إنقاذها دون جدوى.. وأدهم التصق اسمه بالضحية الثانية نادين خالد.. آخر من رآها وتحدث إليها عبر الهاتف المحمول.. قبل المذبحة بساعة وربما أقل.. حتى الآن.. معلومات عادية.. يعرفها الجميع.. كل من قرأ تحقيقات النيابة فى الصحف أو شاهد على عصام فى قنوات الأوربت والقنوات المصرية.. ورغم السباق المحموم الذى أصاب وسائل الإعلام فى تغطية الحدث والنظر إليه كجريمة قتل بشعة.. والسبق فى الوصول إلى القاتل الحقيقى كان دائما الغاية والهدف.. حتى لو كان من بين الوسائل فضح حياة موتى.. ستر التراب أجسادهن.. ولم يقبل البعض إلا التشدق بسيرتهن!!. يبقى تساؤل واحد ربما يكون راود الكثير منا.. هل من المعقول أن يكون (على) هو فعلا هو زوج هبة العقاد القتيلة الأولى وأنه حارب أسرته من أجل الزواج بها.. وكما قال فى قناة الأوربت (برنامج القاهرة اليوم) أنه انتشلها من الضياع ومد يده واحتضنها.. ساعدها حتى اجتازت امتحان الثانوية العامة والتحقت بإحدى الجامعات الخاصة.. كلمات مستفزة باردة قالها زوج وحبيب شاهد زوجته وهى تنزف بين يديه.. تحثه بشفقة ووهن (حط إيدك على قلبى عشان الدم يقف) وربما تكون قالت ما هو أكثر وأكثر.. لكن الوقت يمر والجسد الضعيف يخر من فرط ألمه.. لتسجل مستشفى دار الفؤاد وفاة السيدة هبة العقاد 23 سنة صباح الثامن والعشرين من نوفمبر فى تمام السادسة وبضع دقائق.. ماتت هبة.. ولم يهتم (على) سوى بالبحث عن جواز سفرها البريطانى لكى يستطيع الحصول على إعانة مادية من سفارة بريطانيا.. وربما جريا وراء جنسية تضاف إلى رصيده.. لم تدمع عين (على) أمام شاشات التليفزيون أو خلال اللقاءات الصحفية حتى من قبيل المجاملة لذكرى القتيلة التى كانت بالنسبة له حبيبة وزوجة وصديقة.. وعلى الجانب الآخر يأتينا النموذج الثانى (أدهم..) بالتعبير الشرقى هو عشيق القتيلة نادين خالد وبالتعبير الغربى هو (البوى فريند) ما قرأناه فى الصحف هو تحقيقات النيابة.. كل ما جاء فيها حقائق تخلو من الكذب تحت القسم.. مزق فيها أدهم صورة محبوبته إربا.. وأهال على ذكراها التراب.. رغم أن التحقيقات هى مجرد أقوال جامدة تخلو من أى عواطف فإن كلمات أدهم كانت قاسية يحكى.. ويحكى.. وكأنه شاهد فيلما فى السينما ليس له علاقة بأحداثه.. ونادين مجرد بطلة لحادثة قتل مروعة.. لا ألم.. لا شجن.. لا دموع.. لا تشنج فقط كلمات أيضا باردة مثلجة.. مثل البيبسى الكانز تائهة بدخان أزرق كسيجارة الحشيش التى دخنها مع حبيبته يوم القتل.. كلنا قرأنا وشاهدنا هذين البطلين لأشهر جريمة قتل خلال الشهور الماضية.. لكن هناك من شاهد بعين مختلفة.. هناك من توقف وبحث ودقق بصورة أخرى.. الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسى جامعة الزقازيق، قرأ واقع الصورة باعتبار أن عنصر الدهشة الذى يصيب الجميع من ردود أفعال نماذج مثل زوج هبة العقاد أو حتى صديق نادين خالد، لابد أن يختفى فلم يعد فى مجتمعنا ما يدعو إلى التعجب والاستغراب.. فما نعيشه منذ سنوات ليست بقليلة فى الأصل بيئة خصبة للمرض النفسى.. فشخصية بمواصفات على عصام لا نستبعد تماما أن تخرج منها تصرفات غير سوية.. فى حين يرى الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى أنه من الصعوبة التعليق العلمى على هذين النموذجين إلا بعد الفحص النفسى، ويمكن إلقاء الضوء على بعض الشخصيات التى تتميز بالتبلد فى المشاعر والتجمد فى العاطفة، وتفتقد إلى وجود ذبذبات مزاجية، مما يؤدى إلى عدم وجود استجابة صحية.. ويطلق على هذه الشخصية بأنها مستهينة بتقاليد المجتمع (الشخصية السيكوباتية)، وهى قابلة للمغامرات والإدمان والكذب وعدم الوفاء.. وربما ينتمى إليها هذان النموذجان لما صدر منهما من تصرفات غير متوقعة فى ظروف قاسية، كان من المفترض أن يكون رد الفعل مختلفا تماما.. وأن يكون هناك تأثر ما لارتباطهما بشخوص الجريمة بصورة وثيقة.