◄تناقض فى أقوال الشهود.. وطبيب نفسى يرجح تعرض الطفل أسامة لتحرش جنسى الإثنين 8 رمضان الماضى عندما دقت الساعة 7,30 مساء.. أطلق عمرو- 13 عاما- أحد المقيمين بقرية SOS للأطفال الأيتام بالفيلا رقم واحد صرخة، مصدوما برؤية أخيه أسامة معلقا من رقبته على الحائط، تجمع نزلاء القرية ليشاهدوا أسامة وقد أسدل القدر ستائره على قصة حياته، فها هو تلتف حول رقبته سلسلة معلقة على مسمار فوق سريرة بحوالى مترين يفصل قدميه عن السرير شبران تقريبا كما ذكرت التحقيقات حول حادث وفاة الطفل أسامة نبيل حسن رزق. أسئلة طرحت فى تحقيقات الشرطة ولكننا تعثرنا أمام إجاباتها، فطرحنا المزيد من التساؤلات، تناقضات روايات شهود العيان وإخوة أسامة فى مواضع فى التحقيقات، وأيضا اتفاقهم الشديد فى بعض التفاصيل الدقيقة لم يزد الأمر إلا تعقيدا، مخالفة السيناريو الذى وصلت له التحقيقات لقوانين الطبيعة وحتى اختفاء أدوات تطبيق السيناريو، كلها مؤشرات دفعت (اليوم السابع) للبحث عن حقيقة ماحدث. قرية الSOS بالإسكندرية منزل أسامة الوحيد منذ عام 2001، بعد انتقاله إليها وعمره عامان ونصف تقريبا من جمعية الأبعدية للأيتام بدمنهور قبل الحادث «أسامة نزل يلعب بالعجلة وفرحان»، ذكر أحد أصدقاء أسامة بالقرية أنه أخذ من صديق له جنزيرا حديديا لربط الدراجة وأعطى له بدلا منه ولاعة, الغريب أن الخالة أميرة كامل والأخت الكبرى نصرة وأخويه اللذين يقيمون معه بنفس الحجرة ذكروا فى تحقيقات النيابة أن هذه السلسلة (الجنزير) كانت الأم السابقة قد أحضرتها لكى يربطوا به دراجتهم. كثرة التناقضات الموجودة فى تحقيقات الشرطة تجعل المطالبة حقا من حقوق أسامة لا يجوز التخلى عنه؛ ففى المحضر الأول ذكرت نصرة والخالة أنهما شاهدتا أسامة يدخل غرفته وحده بعد عودته من الخارج حيث كانتا بالصالة التى يفصلها عن غرفته حائط يمكن من خلاله سماع أى صوت اصطدام بالغرفة وفقا لرواية ساكنى الفيلا، وبعد قليل جاء عمرو ودخل الغرفة ليجد أسامة معلقا على الحائط وحول رقبته سلسلة، ولكن المفاجأة عندما تغيرت إجابة الشاهدتين فى الاستجواب التالى حيث نفتا رؤيتهما له يدخل الغرفة من الأساس، وهنا نطرح سؤالا: ما الذى دفعهما لتغيير أقوالهما؟ ولماذا لم يواجها بالتناقض الواضح فى الإجابتين؟ بل حتى شهادات الأطفال تناقضت، فأقوال الطفل عادل تأرجحت بين تأكيده رؤيته أسامه معلقا على الحائط، ونقيضها فى الاستجواب الثانى من أنه «علم» من إخوته أن أسامة كان معلقا، ولكنه لم يره، بعد أن جرى إلى الفيلا فور سماع الصراخ، حيث كانت عائلته قد نادت جيرانهم ثم المسئولين بالقرية الذين أنزلوا أسامة من على الحائط كما ذكرت نصرة، ولكن التناقض مستمر، فهناك رواية أخرى لشهود عيان مقيمين بالفيلا تؤكد أن إخوة أسامة هم الذين أنزلوه وليس المسئولين حتى أنهم حاولوا إفاقته قبل مجىء الناس وغسلوا وجهه بالماء حيث كان مازال يتنفس ولكنه فارق الحياة بعد ذلك. اتفاق المستجوبين الأربعة على أن أسامة كان معلقا بالسلسلة، خلق مزيدا من التساؤلات، حيث أكد أحد العاملين السابقين بالقرية الذى رفض ذكر اسمه أنه لا يوجد بالقرية مسمار مثبت بعمق يتجاوز 5 سنتيمترات، وأن أكبر مسمار هو المعلق عليه صورة مؤسس نظام قرى SOS العالمى الموجود بمكتب الإدارة وعمقه 7 سنتيمترات، نطرح تساؤلا إذن حول قدرة المسمار على تحمل طفل يبلغ وزنه حوالى 35 كيلوجراما ولكم من الوقت؟ س: هل يوجد خلافات بين أسامة وأحد؟ ج: لا مفيش خلافات غير أنه منطو على نفسه فقط. س: هل كان يعانى من أى أمراض نفسية؟ ج: مفيش غير أنه كان بيقعد لوحده بالغرفة باستمرار. س: كيف وقفت على عدم وجود شبهة جنائية فى الواقعة تحديدا؟ ج: علشان كل الشبابيك مقفولة وكل إخواتى كانوا قاعدين يتفرجوا على التليفزيون فى الصالة وكمان أصل أسامة قبل كده لف الحبل حوالين رقبته والخالة زعقت له وقالت له ماتعملش كده تانى. تلك نماذج من الأسئلة التى وجهتها النيابة للشهود العيان جاءت إجاباتهم متطابقة على تلك الأسئلة حيث نقلت هذه الإجابات من المحاضر. الكرسى الذى ذكر أحد شهود العيان أنه كان موجودا وقت وقوع الحادثة مكسورا وب3 أرجل بجوار السرير الذى تعلق عليه أسامة وذكره عمرو فى استجوابه، اختفى من محضر المعاينة فلم يرد له ذكر أو أثر. التقرير الطبى لمكتب صحة العامرية أكد أن «سبب الوفاة» اسفكسيا الخنق بالحنجرة، والشنق بسلسلة حول العنق ولا توجد شبهة جنائية«. الدكتور كمال السعدنى نائب كبير الأطباء الشرعيين قال إنه فى حالة «اسفكسيا الخنق» فالأغلب أن تكون هناك شبهة جنائية، والغريب فى الأمر أن تقرير الطبيب الشرعى لم يصل بعد إلى النيابة على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الحادث. الدكتور أحمد عبد الله يقول ان الأسباب التى تدفع طفل فى مثل هذا العمر إلى الانتحار هى إساءة المعاملة وتعرضه لضغوط من أطفال أكبر منه أو من المشرفين عليه، أو أن يكون قد دخل فى حالة من الاكتئاب المبكر ولم يعالج، ولا يستبعد الدكتور أن «يكون الطفل تعرض لتحرش جنسى دفعه للانتحار»، «أنا لن أدلى بأى تصريحات أو أحاديث صحفية، هكذا أجاب العميد صبرى مجاهد على تساؤلاتنا، مساعدة المدير قالت إن العميد يعاقب الأطفال بشدة وقت اللزوم فقط»، فقد شاهد ذات مرة أحد الأطفال يمارس أعمال فاضحة مع طفل آخر فقام بمعاقبتهما وضربهما حتى لا يكررا ذلك وعندما ذكرنا حادث أسامة قالت «طفل كان بيلعب ومات.. بس». به «اليوم السابع» تطالب من أجل هؤلاء الأطفال: إعادة فتح تحقيق مكتمل لمحاسبة المسئول الحقيقى عن وفاة أسامة. لمعلوماتك... ◄3 عدد قرى ال SOS بمصر