نظمت المؤسسة العربية للإعلام والثقافة مساء أمس الإثنين، ليلة فى حب المفكر المصرى الكبير جمال حمدان بمكتبة مصر العامة لمناقشة الكتاب الذى أصدرته المؤسسة حول المفكر الكبير بحضور عدد من المفكرين والمثقفين. وتناولت الندوة أهم مؤلفات حمدان وحياته وأيديولوجيته ودوره فى تحليل شخصية مصر وشعبها وكيفية بناء الشخصية المصرية والتحديات التى تواجهها مصر.
وحضر الندوة كلا من الدكتور هيثم الحاج الرئيس السابق للهيئة العامة للكتاب، والكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، والدكتور ياسر خضر أستاذ الجغرافيا الطبيعية، والدكتور عمرو سليمان استشارى الطب النفسى، واللواء محمد الهمشرى الأمين العام للمؤسسة العربية للإعلام والثقافة، والدكتورة يسر فلوكس رئيس المؤسسة، والفنان الكبير فاروق فلوكس، والكاتب محمد غنيمة مؤلف كتاب " جمال حمدان وعبقرية المكان".
وخلال الندوة أشار غنيمة إلى أنه عاش فى بيت جمال حمدان 3 سنوات ودرس كل ما يتعلق بحياته ومؤلفاته والفترة الأخيرة فى حياته وزهده فى المناصب، مؤكداً تلقى عروضاً بتولى العديد من المناصب فى العالم العربى، ولكنه رفضها مفضلاً العمل بمصر.
وأوضح أن حمدان بدأ كتابه شخصية مصر بعد النكسة، إذ حصل على عدد من الصور النادرة للمفكر الكبير فى الفترة الأخيرة من حياته، واقترب من الكتابات الأخيرة لجمال حمدان، مؤكداً أنه رسم عدداً من أغلفة كتبه وكان لديه جانب إبداعى فى الرسم.
وأشار الدكتور هيثم الحاج إلى مكانة الدكتور جمال حمدان ودوره الرائد، مؤكداً أن معرض الكتاب احتفى به عام 2020 حيث كان شخصية المعرض لهذا العام. فيما أشار الدكتور ياسر خضر إلى أن علم الجغرافيا علم مظلوم وكان الفضل للدكتور جمال حمدان أن نقله إلى المثقف العادى، مؤكداً أن حمدان شخصية درامية فى حياته و منهجه وايدلوجيته وموته، وأنه كان راعيا ومبصرا، و اتاحت له العزلة أن يرى ماوراء الأشياء، حيث بدأ دراساته منذ عام 1958 واستغرق كتابه شخصية مصر الذى 10 سنوات، كما ترك 8 أبحاث باللغة الإنجليزية تتعدد بين جغرافيا السكان والجغرافيا التاريخية والسياسية ، وحاز العديد من جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وكان يتسم بحس أدبى كبير فى كتاباته وتشبيهاته ومنها عندما شبه التشوه فى توزيع سكان مصر بقسم ذو رأس كاسح وجسد كسيح، و تنبأ بالعديد من الأحداث التى وقعت فى العالم حتى بعد رحيله شياء ومنها الصراعات الغربية والصراع العربى الإسرائيلى ومستقبل الجماعات الدينية.
فيما أكد الدكتور مدحت العدل أنه منذ صغره متيم بشخصية الدكتور جمال حمدان ويراها شخصية درامية بامتياز، ومثال للعلم والزهد والتواضع، مؤكداً فخره بهذا العالم والمفكر المصرى الذى يشبه عصره و مرحلته. وقال العدل أنه يتمنى عمل مسلسل عن الدكتور جمال حمدان يتناول مسيرته وحياته ودوره ووفاته ، فأنه رمز للشخصية المصرية وأحد أهم عناصر قوة مصر الناعمة، مشيراً إلى أن أسرة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عرضت عليه أن يكتب مسلسل عن سيرته ولكنه رأى أن شخصية عبدالوهاب على عظمتها لا تحمل جوانب درامية ، كما أنه يتمنى أن يختم حياته الدرامية بعمل عن الدكتور جمال حمدان، وهو ما أيدته الدكتور يسر فلوكس رئيس المؤسسة العربية للإعلام والثقافة مؤكدة أن المؤسسة ستسعى جاهدة لخروج هذا المسلسل للنور.
وقال الدكتور عمرو سليمان فى كلمته أنه يتمنى صناعة مشروع فنى عن كل الشخصيات المصرية الإبداعية ، مؤكداً أن لدينا رصيد إنسانى كبير وأن الدكتور جمال حمدان ليس مجرد شخصية لكنه براند مصرى .
فيما أشار اللواء الدكتور محمد الهمشرى آمين المؤسسة إلى أن الدكتور جمال حمدان لا يقل عن العلماء العالميين وأنه صاغ استراتيجية الأمن المصرى فى كتابه سيناء نظرية الأمن القومى المصرى ، وكتبه بها إجابات عن أسئلة خلافية كثيرة.
