تحل خلال أيام ذكري رحيل المفكر المصري الكبير جمال حمدان الذي فارق الحياة في17 أبريل من عام1993, وقبيل حلول هذه الذكري العزيزة, أقيمت ندوة مهمة حول كتاب جمال حمدان وعبقرية المكان للناقد محمد غنيمة بمشاركة أيمن منصور, والدكتور محمد الشرنوبي; أمين عام المجمع العلمي المصري, والروائي يوسف القعيد. وفي البداية عرض غنيمة محتويات الكتاب, كما عرض لمجموعة نادرة من الوثائق والصور له في أماكن عدةداخل مصر وخارجها,كما قام بشرح مجموعة من الوثائق المهمة المنشورة لأول مرة في هذا الكتاب, والجوائز العديدة التي حصل عليها جمال حمدان, ولأنه كان رساما وخطاطا تم عرض مجموعة من رسوماته. والكتاب عبارة عن خمسة فصول; يبدأ بتاريخ الدكتور جمال حمدان وإنتاجه العلمي وكتبه, له نحو39 مؤلفا, كما يحتوي الكتاب علي مجموعة من المقالات التي لم تنشر من قبل, والفصل الأخير للكتاب به مجموعة من القصاصات شديدة اللهجة التي لم ينشرها جمال حمدان في كتبه. وقال أيمن منصور إن هذا الكتاب بمثابة مقدمة فقط عن جمال حمدان, ومازال هناك المزيد عنه في الفترة القادمة. أما الدكتور محمد الشرنوبي فعبر عن سعادته لإصدار مكتبة الإسكندرية كتاب عن جمال حمدان, فهو الوحيد الذي أعطي مصر حقها في كتاباته, فلم يفته مرة واحدة أن يذكر مصر,كما أن الجغرافيا علم له صعوبة لأننا لم نتعلم جغرافيا كما ينبغي في المراحل المدرسية المختلفة. وأضاف قائلا: عن جمال حمدان, إننا أمام شخصية قومية لم نعطها حقها, عرفناه بعد أن مات, كالحال دائما في مصر, فلايجب أن نستخف بشبابنا المجتهدين ونقدم لهم العون والدعم. ويقول لم أر جمال حمدان في حياتي ولكني فتنت بكتاب له بعنوان أنماط من البيئات عام1957 اشتريته بقرشين فقط وقتها. وأستعرض مجموعة من الجمل الرائعة التي ذكرها جمال حمدان في كتاباته عن مصر منها;( مصر بلد في إفريقيا وليست منها. ومن أوروبا وليست فيها),( مصر آسيوية التوجيه والتاريخ والتأثير والمصير),( مصر نصف أوروبية وثلث اسيوية وسدس إفريقية),( مصر تبدأ أوروبيتها عن الإسكندرية..واسيويتها عند القاهرة..وإفريقيتها عند أسوان).. وغيرها الكثير من جمل تبدأ بمصر.. رحمه الله كان اسطورة علمية مدفونة, مجهول الاسم والهوية. أما الروائي الكبيريوسف القعيد فقد حكي عن بعض ذكرياته الشخصية مع جمال حمدان, مشيرا إلي إنه رأي عروضا كثيرة من بلاد تريد كتبا مثل كتاب شخصية مصر ولكنه رفض تماما. وأضاف: في قصة رحيله أو قتله رغم قول رئيس النيابة إنه لا توجد شبهة جنائية ولم يقبل اعتراضي لأني لست من أقارب الدرجة الأولي, وأسرته لم يتقدموا بطلب فتح التحقيق مرة أخري, فقبل وفاته أخبرني عن عمله علي ثلاثة كتب فقدت بعد وفاته. وأختتم كلمته قائلا إن الندوة بمثابة إحياء ذكري الدكتور جمال حمدان خاصة وأن الذكري السنوية لوفاته يوم17 من شهر إبريل, فحقا عاش وحيدا ومات شهيدا.