عشنا أكثر من ثلاثين عاماً مع حكومة تلعب بنا كيفما تشاء ولكن كان ذكائها أنها تستخدم أدوات مختلفة للعب بنا فإما بتشغلنا بشىء سطحى، ولكننا لأننا شعب عاطفى نميل إليه أو باستخدام أدوات إلهاء كالكرة وأيضاً انفلونزا الخنازير والترهيب منها، ولكن ما يؤسفنى بأننا مازلنا نحب أن يتلعب بنا على الرغم أننا عشنا عمراً ليس بالقليل، نهتم بمباريات الكرة وتشجيع فريق معين، ولكن الشىء الذى أتعجب منه بأننا مازلنا نعيش ونحن سعداء بالضحك، علينا ومازل اهتمامنا بالكرة ليس إلا. فمنذ وقوع الثورة تحدث بعض الأضطرابات داخل ملاعب كرة القدم ومع كل مباراة أتعجب عن ما يحدث، وما فائدة هذه المباريات لمصر ولثورة أقيمت من أجل التغيير، وليس لكى يكون هدفنا الوحيد فى الحياة فوز فريق، فالأهم أن كل ذلك هو فوز مصر على الفساد، وعلى أعدائها فهذا هو الشىء الذى لابد أن يشغل بالنا. ولكن ما حدث مؤخراً فى استاد بورسعيد وهذه المجزرة الدموية التى ضاع فيها العديد من الشباب وأيضاً الفرقة التى حدثت بين أهالى مدينة بورسعيد الباسلة، ومصر ومن ثم بعد صدور قرار اتحاد الكرة بتجميد نشاط النادى المصرى لمدة عامين، ومنع اللعب على استاد بورسعيد لمدة ثلاثة أعوام، وجاءت رد الفعل الغاضبة من جمهور المصرى رافضاً للقرار، وأيضاً الأهلى لأنه يجدها عقوبة بسيطة، وبالتالى فيصبح الكرة يزداد يوم بعد يوم لنادى المصرى وكأننا نتكلم عن نادى وأناس من خارج مصر ولكن ما يحدث فى بورسعيد من استغلال كل بلطجى هذه الظروف لترويع المواطنين فى بورسعيد، بالإضافة إلى تعطيل المعديات وانتشار عمليات السرقة وسقوط ضحايا، وكل ذلك من أجل لعبة كرة القدم فهذا غير مبرر. قد نحتاج إلى الترفيه فى حياتنا المتزاحمة بظروف الحياة الصعبة، ولكن ليس من أجل الترفيه نخسر حياتنا وأرواحنا وأمننا فإذا أردتم عودة مباريات كرة القدم فأهلا وسهلا، ولكن بدون جمهور وذلك على مستوى مصر بأكملها، وذلك ليس عقاباً ولكن حماية على أرواحنا فنحن لا نريد سقوط ضحايا لأن مع كل نفس تسقط يسقط معها عائلة وأسرة تحطمت قلبها، فقد قد يموت الإنسان من أجل التغيير والجهاد فى سبيل الله، ولكن ليس من أجل الترفيه. فلننسى ما هى العقوبة ونتذكر بأن هناك أرواح تذهب هباء وهى لا تعرف شيئاً سوى أن تشجع فريقا بعينه، ولكن إذا كانت الكرة ستكون سبباً للبلطجة والشغب فلا أريدها بل أريد أمنا لا كرة.