الاستحقاق الانتخابي .. الوعي الجمعي المصري

ملحمة جديدة يسطرها المواطنين المصريين في الخارج بالحشد الكبير المشارك في عملية الانتخابات الرئاسية 2024، مواطنون يصطفون في طوابير طويلة من أجل الإدلاء بأصواتهم في الاستحقاق الانتخابي، وذلك في ظل حالة الوعي السياسي الجمعي المصري وإدراكا لطبيعة التحديات التي تواجه الدولة المصرية والتي تحتاج إلى اصطفاف ووحدة الجميع في هذه اللحظات.
دائما ما يضرب المصريون في الخارج أروع الأمثال في حب هذا الوطن الذي يعيش بداخلهم ولا يتأخرون أبدا عن دعم بلادهم في أصعب الظروف، فضلا عن الوعي الكبير في عقلية مواطنينا بالخارج الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن مصر وشعبها، حاضرون في كافة الاستحقاقات الانتخابية ويدركون جيدا أن الاستحقاق الانتخابي هي أفضل مناسبة للتعبير عن رأيهم في انتخاب ممثليهم.
يدرك أبناء الجاليات المصرية على مستوى العالم حجم التحديات التي تواجه الدول المصرية لعل أبرزها الوضع غير المستقر في الإقليم، والذي يتطلب وحدة المصريين جميعا للحفاظ على أمن واستقرار بلادنا أولا في ظل إقليم يموج بالصراعات والنزاعات المسلحة مع حدود مشتركة ملتهبة سواء مع السودان أو ليبيا أو قطاع غزة، ويدرك الشعب المصري أهمية المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المهمة جدا في ظل هذه الظروف والتعقيدات التي تحيط بدول المنطقة.
حقيقة أن الشعب المصري هو أعظم الشعوب وأكثرها فطنة ويدرك الأخطار المحيطة بمنطقتنا العربية وضرورة لدعم كافة مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية وكذلك القضائية، وهي العماد الرئيسي والأساسي لأي دولة تسعى لإرساء أمنها واستقرارها، ولعل الحشد الكبير للجاليات المصرية في الخارج بمثابة رسالة قوية وحاسمة إلى قوى الشر التي تسعى لهدم الشعوب والأوطان لإرساء واقع سياسي وعسكري جديد يهدف لتفتيت وتقسيم دول الإقليم.
مواطنون مصريون قطعوا آلاف الكيلومترات للإدلاء بأصواتهم في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي يأتي في توقيت دقيق ومهم، فالشعب المصري يأمل في استمرار خطواته الرامية للنهوض اقتصاديا مع توفير الأمن والأمان والاستقرار والتصدي لأي محاولات لأطراف خارجية للتدخل داخليا، ولعل تصويت طيور مصر المهاجرة في الخارج هي رسالة قوية لمواطنينا الذين يثبتون دائما أنهم دائما في الموعد ولا يتأخرون أبدا عن تلبية نداء الوطن.