زيارة مدير المخابرات المصرية للدوحة خطوة مهمة فى إطار التنسيق المصرى – القطرى عالى المستوى .. جهود مصرية ترمى لتجنيب غزة مزيدا من الدمار.. وتمهد لاستئناف العملية السياسية باعتبارها هدفا استراتيجيا لمصر

يشارك مدير المخابرات المصرية الوزير عباس كامل في اجتماع الدوحة حول غزة، بحضور رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، وعدد من المسؤولين القطريين.
وأكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن مباحثات مدير المخابرات العامة المصرية في قطر تهدف لاستمرار الهدنة مع المسئولين القطريين والأمريكيين والإسرائيليين.
تمثل زيارة مدير المخابرات العامة المصرية إلى الدوحة خطوة مهمة في إطار التنسيق المصري – القطري عالي المستوى مع كافة الأطراف المعنية للحفاظ على الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وتثبيتها وتوسيع نطاقها.
تأتي زيارة الوزير عباس كامل إلى الدوحة في سياق الجهود المصرية الرامية للعمل على تجنيب قطاع غزة مزيد من الدمار، والاستمرار في عملية تبادل المحتجزين، بما يضمن هدنة مستدامة تؤدي إلى الوصول سريعا لوقف مستدام لإطلاق النار.
وتضع الجهود المصرية نصب أعينها الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وتعمل على وقف مستدام للعمليات الإسرائيلية الوحشية، تمهيدا لاستئناف العملية السياسية الشاملة باعتباره الهدف الاستراتيجي للدولة المصرية.
وأثبت التعاون المصري – القطري في ملف الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وتبادل المحتجزين بين حماس وإسرائيل أنه تعاون مثمر ولافت، وخاصة مع ما نشره الرئيس عبد الفتاح السيسي على وسائل التواصل الاجتماعي من إشادة بالدور القطري ورد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بالدور المصري.
يأتي التعاون المصري القطري في إطار الحرص على نزع فتيل الأزمة في غزة التي تهدد استقرار المنطقة وتوسيع نطاق الصراع، فضلا عن ضرورة دفع كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل للدخول في مرحلة ما بعد هذا الصراع الراهن الذي تعد مصر شريكا رئيسيا في صناعة هذا المستقبل.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد شدد على ضرورة التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية".
وشدد الرئيس خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض، على أن مصر حذرت مرارا وتكرارا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها.
يذكر أن الدور المصري الرائد من بداية الأزمة في قطاع غزة قد أسهم بشكل كبير وواضح في تغير الموقف الأمريكي والأوروبي، ومن ثم الضغط على الجانب الإسرائيلي بعد موقفها المتعنت من العمليات العسكرية داخل غزة ورفض إدخال المساعدات، وتتطلع مصر إلى التعاون مع كافة الأطراف لاستمرار هذا الضغط حتى يتحقق الوقف الدائم للعمليات العسكرية.