غادر وفد قيادي من حركة المقاومة الفلسطينية حماس، القاهرة، بعد عقد لقاء موسع مع رئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل. ووصل هنية إلى القاهرة، صباح الخميس، على رأس وفد من الحركة ضم كلاً من خالد مشعل، رئيس إقليم الخارج، وخليل الحية، رئيس دائرة العلاقات العربية في الحركة.
وفى تصريحات إعلامية، قال المستشار الإعلامي الفلسطيني أسامة عامر، إنّ وفد حماس التقى باللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، وتم التباحث بشأن العدوان الصهيوني المستمر وحرب الإبادة المستعرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتوقع عامر أن تشهد الساعات أو الأيام القادمة وقفاً جزئياً أو كلياً لإطلاق النار، من أجل دخول قوافل الإغاثة إلى قطاع غزة، وصولاً للوقف الكامل لهذا العدوان الصهيوني وحرب الإبادة المدمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار عامر إلى أن الوقف الكامل للعدوان هو ما تطالب به المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل أطيافه، ليتم بعدها تنفيذ صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الصهيونية، مقابل الأسرى الضباط، والجنود الصهاينة الموجودين لدى المقاومة.
وبحسب مصادر مصرية، فإن زيارة وفد حماس للقاهرة هدفت إلى "بحث ملف الرهائن المحتجزين لدى الحركة، في مقابل الهدنة الإنسانية". وتلعب كل من مصر وقطر دوراً في ملف الأسرى والرهائن. وبحث عباس كامل مع وفد حركة حماس الوساطة المتعلقة بإطلاق سراح عدد من الأسرى الأجانب، مقابل هدنة مؤقتة تصل ليومين. فيما أكدت حماس أنها منفتحة على جهود الوساطة المصرية. ومن جانبه فقد نقل وفد حماس لرئيس المخابرات ضرورة إدخال الوقود للقطاع بأسرع وقت ممكن، ضمن بنود الهدنة الإنسانية التي تعمل كل من مصر وقطر على التوصل إليها.
وخلال اللقاء شدد "هنية" على "تمسك حركة حماس بموقفها الرافض للتهجير لأي مكان خارج غزة"، مشيراً إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس "حذر من أن استمرار الوضع في ظل استهداف قوات الاحتلال المرافق العامة في القطاع من شأنه إجبار قطاع واسع من السكان على الاتجاه نحو الحدود لتلبية حاجاتهم الإنسانية الملحة".
أما المسؤولون في القاهرة فأكدوا لوفد الحركة رفض مصر لمعظم التصورات المتعلقة بشكل إدارة قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، وهو ما لاقى استحساناً وترحيباً من جانب وفد الحركة.
وتشير المعطيات إلى تقدم في مسألة الهدنة، في ظل ضغوط أمريكية على تل أبيب للسماح بإطلاق سراح الأسرى الأمريكيين، وهي الورقة الأهم بيد المقاومة لفرض إرادتها في الصراع الجاري.
وفي إطار تنسيق المواقف العربية قبيل القمة، يزور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني القاهرة، اليوم الجمعة، حيث يلتقي عبد الفتاح السيسي، للتباحث وتنسيق المواقف بشأن قطاع غزة. وتأتي الزيارة في إطار تبادل الرؤى وتكثيف المشاورات بين القاهرة والدوحة بشأن العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، قبيل القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الجاري.
ومن بين القضايا التي سيبحثها الأمير القطري قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل مستدام، والوساطة التي تبذلها كل من القاهرة والدوحة في ملف الأسرى.
ويعدد الوصول الى هدنة باي شكل من الأشكال انتصار للمقاومة الفلسطينية، وسط خسائر فادحة لإسرائيل على صعيد المعارك البرية الجارية.
وكان نتانياهو والعديد من القيادات العسكرية الصهيونية أعلنوا مرارا أن الاتفاق على أي هدنة تحت أي مسمى قبل تدمير حماس، بمثابة هزيمة لإسرائيل.
إلا أن الصمود الكبير لحركات المقاومة والتمسك بورقة الأسرى والرهائن الغربيين والإسرائيليين طوال فترة القصف المتصاعد لليوم الخامس والثلاثين على التوالي، يعد انتصار كبيرا للمقاومة الفلسطينية نحو الوصول لأهدافها.