فقدت مصر والكنيسة برحيل البابا شنودة الثالث كنزاً نفيساً من كنوز العلم والمعرفة، وعلماً فذاً من الأعلام الشامخة. تميز بالسماحة وطيبة القلب ورجاحة الفكر والعقل، خدم كنيسته ووطنه بكل أمانة. حياته بحق كانت سيرة عطرة، وصفحات مضيئة حافلة بأجل الأعمال. كانت مصر فى وجدانه وقلبه وعمل على أن تظل شجرة الوحدة الوطنية نامية ووارقة. كان يتمتع بالفضائل من الفضائل، مثل الأبوه الحانية والمشورة الهادفة والنظرة المستقبلية، كما أنه لم يكن ضعيفاً حتى يستهان به، بل كان جريئاً وشهماً وشجاعا وحازماً، كان يواجه أية عواصف بهدوء الملائكة. لقد نال تقدير العالم باعتباره محباً وناشر السلام العالمى، وعلما فريداً فى مجالات عدة، جعلت جامعات أوروبية وأمريكية تمنحه شهادات دكتوراة فخرية بلغ عددها تسعة. لقد كان أعظم شعار له المحبة.. أحب الجميع فأحبوه.. وداعا أيها البار.. مع الأبرار.