أكد مجموعة من المثقفين أن صندوق الانتخابات يعتبر آلية من آليات الديمقراطية وليس كلها، وذلك لأن هناك الكثير من الآليات التى يمكن من خلالها تحقق الديمقراطية مثل العصيان والرفض الشعبى، وتمكين النقابات والتنظيمات الشعبية من الإنشاء دون الحصول على إذن من جهات رقابية وإقامة جلسات اجتماع للشعب بالبرلمان، مؤكدين أن من يعتقد أن الديمقراطية تتحقق بصندوق الانتخابات فقط، فهو ساذج. هذا ما أكد عليه الروائى الدكتور أحمد صبرى أبو الفتوح الذى قال، إن من يقول إن الديمقراطية تتلخص فى صندوق الانتخابات فقط فهو ساذج، مشيرا إلى أن ما حدث فى الانتخابات البرلمانية يؤكد أن الإخوان ارتكبوا جريمة سياسية وذلك بغشهم للشعب المصرى، معتبرا ذلك سرقة للعملية السياسية، وللشرعية والثورة. وأضاف أبو الفتوح، أن هناك اتفاقا من الإخوان مع المجلس العسكرى بصورة مكنتهم من التصرف بهذا الشأن فى الدستور المصرى، مؤكدا أن الديمقراطية لن تتحقق بالمفهوم الصحيح إلا إذا عاد كل دعاة الدولة المدنية إلى الشارع لينددوا بما يحدث، ويعودون إلى حشد الجماهير من جديد لرفض هذه اللجنة التى ستقوم بصياغة دستور لا يتوافق عليه الجميع، فضلا عن تضمينه بعض الشخصيات التى لا علاقة لها بالثورة، بل ساهموا بشكل كبير فى فساد الحياة السياسية بمصر، وإن وصل الأمر للمقاطعة والاعتصام من جديد. وقال الكاتب الصحفى مدحت الزاهد، عضو الأمانة العامة لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن الديمقراطية لا تقتصر فقط على صندوق الانتخابات، مشيرا إلى أن الانتخابات آلية من آليات الديمقراطية وليس كل الديمقراطية. وأضاف الزاهد أن الديمقراطية الحقيقية يجوز لها التحقق من خلال عدة نواحى أخرى، أولها تتمثل فى السماح للنقابات والتنظيمات الشعبية والصحافة المستقلة بتكوينها دون أخذ إذن من أمن الدولة أو أى جهة أخرى وأن يقتصر الأمر فقط على الإخطار وليس الاستئذان، مضيفا إلى ذلك تمكين الأطراف الضعيفة من خلال إقامة جلسات استماع لهم بمجلس الشعب، فضلا عن المجالس المحلية يجب أن تكون منتخبة حتى تشكل جماعات ضغط على السلطة التشريعية. وأوضح الزاهد أن البرلمان يشكل ديمقراطية تمثيلية وكثيرا ما تعكس دور القوى المحتكرة وليس فى كل الأحوال تكون هى الديمقراطية الحقيقية، مشيرا إلى أن ما يحدث فى مجلس الشعب غير دستورى، حتى إن التعديلات الدستورية أقرت بأن ينتخب أعضاء البرلمان أشخاصا آخرون وليس المقصود بها أن ينتخبوا أنفسهم لأن كلمة "ينتخبوا" فيها ضمير غائب. وعلى نحو آخر قالت الدكتورة بسمة عبد العزيز، الباحثة السياسية، إنه لا سبيل للديمقراطية سوى صندوق الانتخابات ولكن ما حدث كلنا نعلم أنه استغلال للأمية التى توجد فى مصر بنسبة 40%، مؤكدة أن هذه النسبة كبيرة ولا يُستهان بها وساهمت بشكل كبير فيما يحدث الآن فى البرلمان. وأضافت عبد العزيز أن الحل الوحيد هو أن نخوض التجربة حتى يكتشف المواطنون بأنفسهم الخطأ ويعودون مرة أخرى لإصلاحه، فضلا عن ضرورة المساهمة بشكل كبير من قبل القوى الوطنية المحترمة فى رفع وعى الشعب وتعريفهم بكيفية الاختيار الصحيح، لافتة إلى أن الجلسة القائمة حاليا بمجلس الشعب غير شرعية وغير دستورية على الإطلاق.