لم يكن على رجب محمد عبد الحميد يعلم وهو يدفع ال20 ألف جنيه ليسافر إلى السعودية، أن هذا السفر هو بداية عذابه الحقيقى، وأنه لن يستطيع توفير جنيه واحد، لأنه سيعيش 6 سنوات من عمره متنقلا بين القاهرة والسعودية ،بسبب قضية شيكات مزورة مرفوعة ضده. مشكلة على بدأت بخلافات تجارية، بينه وبين جاره المحامى رمضان إبراهيم متولى فى مركز سمنود بالفيوم، انتهت هذه الخلافات بأن دفع على 2500 جنيه للمحامى، ثم سافر إلى السعودية ليجرب حظه هناك، لكن المحامى أراد أن ينتقم منه مستغلا سفره ،وتوكيلا قديما منه، واتفق مع صديقه المحامى السيد محمد منصور على تزوير شيكات ضد «على»، ورفعا قضية ضده، انتهت بالحكم الغيابى بحبسه 3 سنوات، دون أن يعرف أى شىء عن القضية. أهل على علموا بواقعة التزوير والحكم، فواجهوا رمضان المحامى، ولكنه أنكر، ورفع فى اليوم التالى قضية سرقة، اتهم فيها والد على وأخاه بأنهم قاموا بسرقته، وقال لهم: «لو أبلغتم النيابة عن تزوير الشيك مش هاتنازل عن قضية السرقة»، لكن الوالد والأخ حصلا على البراءة من تهمة السرقة الباطلة. رجع «على» بعدها من السعودية، وأبلغ النيابة التى أرسلت الشيك إلى الطب الشرعى، وجاء التقرير بأن الشيك مزور، وأن على برىء، وليس له علاقة بالشيك، وتوالت الإجراءات ليحصل «على» على حكم بالبراءة،ويقوم النائب العام والمكتب الفنى بتحويل المتهمين السيد محمد منصور، ورمضان إبراهيم متولى، وعثمان منشاوى العبد للنيابة للتحقيق برقم 5961 لسنة 2007 جنح سمنود بالفيوم، وأثبتت عليهم التهم من خلال تقرير الطب الشرعى. كل الأوراق الرسمية أثبتت براءة «على رجب»، وأن المحامى المذكور وشريكه، هما المسئولان عن تزوير هذا الشيك، وبالتالى يجب معاقبتهما على ذلك كما قررت النيابة، ولكن كانت الصدمة الكبيرة، وبعد كل هذه السنوات، فوجئ «على» أن النيابة تعيد الأوراق إلى الطب الشرعى مرة أخرى، ليصدر تقرير من الطب الشرعى يعارض التقرير الأول، ويتهم على أنه المسئول عن هذا الشيك، وسيحكم فى هذه الجلسة بتاريخ 17 يناير الجارى. التعارض بين التقريرين يثبت أن هناك تلاعبا ما، التقرير الأول يدين المتهمين، والثانى يدفع التهمة عنهم، ولكن ما مصلحة على الذى حصل على حكم البراءة فى التلاعب بتقرير ينقذه. «على» ذو الاثنين والثلاثين عاما، والذى قضى 6 سنوات فى التنقل بين مصر والسعودية يقول: «كنت أرجع مصر كل 3 شهور، هما رفعوا على قضايا شيكات مزورة عشان أتنازل، فى كل محافظات مصر بأسماء وهمية، وكل فترة ندفع ونسافر ونسأل، وفى النهاية نلاقى الاسم وهميا، مش عارف أعمل إيه، حتى السفر اللى مفترض إنى استفيد بيه خسرت خلاله كل تحويشة العمر».