دعت منظمة هيومان رايتس فرست الحقوقية الدولية إلى ضرورة ربط المساعدات الأمريكية لمصر بالإصلاح، مقترحة إمكانية تقديم المساعدات على مراحل. وأعربت المنظمة فى بيان لها أمس الجمعة، عن قلقها من التقارير الصحفية التى تحدثت عن خطط إدارة الرئيس باراك أوباما لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر على الرغم من إخفاق قادتها فى الوفاء بشروط حقوق الإنسان التى يتطلبها الكونجرس للموافقة على المساعدات، وقال نيل هيكس، مسئول المنظمة ليس هذا هو الوقت الذى يتم فيه إعطاء الحكام الحاليين فى مصر، وهم فى أغلبهم من عهد مبارك الاستبدادى، ختم موافقة الحكومة الأمريكية. وأوضحت المنظمة أن تجاهل شروط حقوق الإنسان والديمقراطية التى وضعها الكونجرس على المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، سينظر إليه كما لو أن الحكومة الأمريكية تقدم دعما غير مشروط للقوى غير الديمقراطية فى مصر، وسيمثل ذلك ضربة قاسية لأى مزاعم للحكومة الأمريكية بتأييدها للقيم العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفى جميع أنحاء المنظمة. وتابع البيان قائلا: إن علاقات المساعدات الطويلة بين الولاياتالمتحدة ومصر هى وسيلة مهمة للحكومة الأمريكية لتشجيع التغيير الإيجابى فى مصر، وهناك حاجة لتنظيم تلك المساعدات بما يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة فى إتمام عملية انتقال سلمة ديمقراطى فى مصر. ودعت هيومان رايتس فرست الحكومة الأمريكية إلى إرسال رسالة مفادها أنها ستظل مستعدة لتزويد الحكومة المصرية بالمساعدات الاقتصادية التى تحتاجها بشدة مع التوضيح بأن المساعدات الخارجية التى تقدمها مرتبطة بشكل وثيق بالإصلاح الديمقراطى، ويجب أن تؤكد الحكومة الأمريكية أن هذه ليس مجرد حالة متقلبة من جانب صناع السياسة الغربيين أصحاب النوايا السيئة، ولكن لأنها استراتيجية لتأكيد أن تكريس سيادة القانون وتمكين النواب ومحاسبة الحكومة وتعزيز الضمانات القانونية للحقوق والحريات والحقوق الأساسية هى السبل الوحيدة لتلبية التطلعات المشروعة لملايين فى مصر وخارجها من أجل الكرامة الإنسانية. وردا على التقارير الصحفية التى قالت إن الولاياتالمتحدة تفكر فى إطلاق جزء من المساعدات، قالت المنظمة إن هذا الأمر ربما يمثل نموذجا مناسبا، إذا تم ربط المساعدات بتقدم فى حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر. واعتبر هيكس أن تقديم المساعدات على مراحل سيمنح الولاياتالمتحدة المرونة التى تحتاجها للرد على تحديات التغيير فى مصر وفى المنطقة الأوسع بدون هدم التقديم بقطع المساعدات المالية الحيوية، ورأى مسئول المنظمة الأمريكية أن إطلاق المساعدات لمصر دون الإخلال بشروط الكونجرس، وتابع قائلا إن جزء من هذه الأموال يمكن أن يقدم لمصر الآن بعد تلبية بعض الشروط مثل إجراء انتخابات برلمانية حرة، وعندما تحرز مصر تقدما فى احترام حرية تكوين الجميعات والتعبير والدين، فإن الولاياتالمتحدة يمكنها أن تقدم لها ما تبقى من مساعدات. وختمت المنظمة تقريرها بالقول إن التهديدات بتخفيض المعونة أو جعلها مشروطة أحدث ردود فعل عنيفة ومتفهمة من المصريين على اختلاف توجهاتهم الذى يشعرون بالقلق إزاء التدخل الأجنبى فى شئونهم الداخلية، والخطة التى تهدف إلى تقديم المساعدات على مراحل يمكن أن تحافظ على العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة التى وفرت فرصا كثيرة للحكومة الأمريكية لتشجيع التغيير الإيجابى.