أضف عليه 3 سنوات.. واسأل نفسك بعد تلك الإضافة.. أين كنتَ في هذا التوقيت؟ أجيبك أنا: لم تكن شيئا مذكورا.. هل استوعبت شيئا؟ دعنى أسألك مجددا.. أين أنت بعد 200 عام من الآن، ومن سيذكرك؟ أجيبك ثانيةً.. لن تكن شيئا مذكورا.. ولن يتذكرك أحد. هل استوعبت شئيا؟ حتى نستوعب.. هيا بنا نقرأ قول الله تعالى "هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا"، قبل أن تولد لم تكن شيئا مذكورا.. النبى محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف صحيح يقول: "إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". ما سردته لك أيها القارئ العزيز، أردت منه أن تعمل لنفسك لأن ليس أحد مضمونا حتى ابنك ربما سهى عنك ونساك، فلا ترتقى في العالم الآخر، ولا يعلو قدرك وينقطع عملك، فاشترى نفسك بصدقة جارية قدر استطاعتك، أو قدم علما للبشر ينتفعون به، واهتم بتعليم أبنائك "كتاب لله وسنة رسول الله"، ما يجعلهم لا يقصرون في الصلاة ودخول المسجد، ما يترتب عليه عندما تنتقل لعالم الأموات أن تجد من يتذكرك ولو لحين فيدعو لك، واعلم أن ما يبقى هو عملك الصالح الذى عملت وصدقتك الجارية التي تصدقت وعلمك النافع الذى تعلمت وعلمت وساعدت به بلدك والبشر من بعدك.