أكد الأمين العام للاتحاد البرلمانى العربى نور الدين بوشكوج أن انعقاد المؤتمر الثامن عشر للاتحاد يأتى فى ظروف بالغة الدقة والخطورة، فالربيع العربى الذى بدأ مبكرا منذ مطلع العام الماضى لاتزال إرهاصاته تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربى إلى مشرقه، ولاتزال هتافات الجماهير الحاشدة ونداءاتها المطالبة بالحرية والديمقراطية وإقامة دولة المؤسسات واحترام القانون ومكافحة البطالة والفقر واجتثاث القمع والفساد من قاموس الحكم فى البلدان العربية، وتلك الهتافات تتعالى ويبدى مطلقوها استعدادهم للمثابرة وعدم التراجع حتى تتحقق لانتفاضاتهم أهدافها. وقال نور الدين بوشكوج "جزائرى" فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاتحاد البرلمانى العربى فى دورته ال18، والتى حضرها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولى العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس الوزراء بالإنابة وزير الداخلية أحمد الحمود - أنه إذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت فى بعض البلدان العربية فى إحداث تغيير فى هرم الأنظمة القديمة، فإن الطريق لايزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادت، ولايزال عليها أن تواجه محاولات الاحتواء الداخلى من الأنظمة المنهارة ومحاولات التدخل الخارجى الذى يريد أن يفرض عليها سياسات بعيدة عن أهدافها. وأشار بوشكوج إلى الأحداث التى تشهدها سوريا وتثير قلقا متزايدا لدى الجميع بعد أن تحول الحراك الشعبى فيها إلى مواجهات دامية فى العديد من المدن السورية، وأدى إلى وقوع الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين منذرا بالتحول إلى حرب أهلية لا تبقى ولا تذر، معربا عن الأمل فى أن تسفر الجهود العربية المبذولة لاسيما من جامعة الدول العربية فى تطبيق الخطة العربية لإنقاذ الوضع المتدهور من خلال البعد عن الحل الأمنى واللجوء إلى الحوار بين جميع أطياف الشعب السورى الشقيق. وأكد الأمين العام للاتحاد البرلمانى العربى نور الدين بوشكوج، أن أخطر ما تواجهه البلدان العربية فى المرحلة الراهنة هو عجز النظام العربى الحالى عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التى تهدد أطرافه، مبينا أنه فى مقدمة هذه الأخطار غياب التضامن العربى والإرهاب الذى يزداد استشراء مهددا الاستقرار الداخلى فى العديد من البلدان العربية، معربا عن تطلع الجميع إلى أن يكون مؤتمر القمة العربية القادم المقرر عقده فى العراق مؤتمرا فاصلا فى معالجة الأزمات التى تعانى منها امتنا وإيجاد الحلول الناجعة لها. وأوضح بوشكوج أن الاتحاد الذى سيحتفل فى يونيو من هذا العام بالذكرى 38 لتأسيسه والذى يضم جميع البرلمانات ومجالس الشورى العربية التسع والعشرين، قد أصبح منظمة عربية إقليمية مرموقة تلعب دورا ملحوظا فى العمل العربى المشترك، وقد نجح الاتحاد فى جمع كلمة البرلمانيين على قيم وأهداف مشتركة وخطط وبرامج عمل قابلة للتطبيق، بالرغم من تعدد الأنماط البرلمانية وأساليب التمثيل وأشكال الانتخابات، كذلك نجح الاتحاد فى أن يكون قناة هامة فى التعبير عن وحدة الموقف العربى فى المنتديات والمحافل الدولية. وأضاف الأمين العام للاتحاد البرلمانى العربى، أن المؤتمر الحالى للاتحاد يشكل محطة هامة فى حياة الاتحاد سواء من حيث القضايا التى سيعالجها، أو البرامج التى سيعتمدها، أو من حيث إلقاء نظرة تقييمية على مسيرته خلال العام الماضى من خلال التقارير التى ستقدم، معربا عن أمله فى أن يتمخض المؤتمر عن نتائج إيجابية فى ظل وجود هذا العدد الكبير من الأعضاء الذين يتمتعون بالخبرة والكفاءة والرغبة الصادقة فى تقديم صورة مشرفة لدور البرلمانات كمؤسسات تمثل إرادة الشعوب ومصالحها وطموحاتها فى تأييد مسيرة الديمقراطية، وتحقيق ثقافة احترام حقوق الإنسان وممارساتها فى بلداننا العربية.
