◄فريق الوزير ينجح فى دار الفؤاد فقط.. ومشروع الجبلى فى الساحل يقترب من الموت الإكلينيكى «دميانة مريس» قررت التبرع بفص كبدها الأيسر لتنقذ حياة زوجها «ميلاد فهيم».. نجحت العملية وأطلقت وزارة الصحة من داخل مستشفى الساحل مشروع زراعة الكبد فى المستشفيات العامة، ولكن سرعان ما فارق «ميلاد» الحياة متأثرا بإهمال الرعاية بعد ثلاثة شهور قضاها بين أروقة المستشفيات. الطاقم الطبى القائم على مشروع مستشفى الساحل هو الفريق نفسه القائم على زراعة الكبد فى مستشفى دار الفؤاد، التى يملكها الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة، لكن الفارق بين المستشفى الحكومى والخاص للوزير كبير خاصة فى نسبة نجاح زراعة الكبد للمرض الذى يصيب 25% من المصريين، كما تؤكد إحصائيات منظمة العالمية. فشل زراعة الكبد بمستشفى الساحل وصل بعدد الوفيات إلى 50%، 11 شخصا من إجمالى 22 مريضا تمت الزراعة لهم منذ أبريل الماضى، وهى نسبة تقل كثيرا عن نسب النجاح فى مستشفى «دار الفؤاد» التى تصل إلى 85%. الموت داخل أروقة غرف عمليات مستشفى الساحل تحول إلى علامة استفهام كبيرة يشخصها الدكتور «علاء فايز» جراح زراعة الكبد ورئيس الفريق الطبى بمستشفى وادى النيل، فهو يرى أن حالة الكبد ربما تكون سببا، لكن تجهيزات المستشفيات فى مصر قبل وبعد الجراحة لها دور رئيسى فى انخفاض نسب نجاح العمليات -كما يرى فايز- خاصة أن الاستعداد للجراحة يستغرق حوالى أسبوعين. أيضا الرعاية الصحية بعد الجراحة من الأسباب المهمة كما يقول الدكتور ياسر حتاتة، أستاذ أمراض الكبد وعضو الطاقم الطبى لزراعة الكبد بمستشفى دار الفؤاد، والتى تصل إلى أربعة أشهر كاملة مؤكدا أن نفس الطاقم هو الذى نفذ عمليات الساحل: «نتولى الإشراف على الحالة فى الفترة الأولية فقط والتى تتراوح من 3 إلى أربعة أسابيع بعدها تتولى الساحل استكمال الرعاية والتى يجب أن تصل إلى 4 أشهر». انهيار الرعاية الطبية بعد العملية أهم أسباب ارتفاع حالات الوفاة كما أكد أحد الأطباء فى مستشفى الساحل، مشيرا إلى أن المستشفى يتجاهل بقاء المرضى فيه ويكتب لهم تصريح خروج بعد أقل من شهر مما يهدد حياتهم، «المستشفى أصبح مثل الشقة المفروشة التى يديرها أطباء دار الفؤاد الذين يشرفون على الحالة لفترة ثم يتركونها بدون رعاية». وكان أجدر بالوزير أن يتبنى زراعة الكبد فى معهد الكبد القومى فهو الأعلى تجهيزا، كما أن فريق دار الفؤاد، الذى يرفض إشراك أطباء مستشفى الساحل، فالوزير لا يريد الاعتراف بفشل المشروع. وزير الصحة الدكتور، حاتم الجبلى اكتفى بالأرقام، فحتى الآن تم إجراء 518 عملية زراعة كبد فى مصر، وهذا الرقم يعد إنجازا من وجهة نظر «الجبلى» على مستوى الشرق الأوسط خاصة أن نسب النجاح قريبة من النسب العالمية وهو ما أدى إلى انخفاض التكلفة التى تصل إلى 180 ألف جنيه فى مستشفى الساحل التعليمى، الذى تم اختياره لإجراء أول عملية لزراعة الكبد بالمستشفيات الحكومية فى أبريل الماضى. خفضنا تكاليف الجراحة إلى أقل من 180 ألف جنيه كما يقول الدكتور «محمد هلال» مدير مستشفى الساحل التعليمى واستشارى جراحة الكبد، مشيرا إلى أن عمليات زراعة الكبد فى مصر آمنة ونسبة نجاحها وصلت إلى 80% معترفا أن الحالات التى توفيت كانت بسبب خلل فى الرعاية الطبية. ويرى «هلال» أن عملية النقل تتم بين الأحياء وهو ما يعرض حياة المريض للخطر وعلينا الانتهاء من قانون يتيح نقل الأعضاء البشرية من الأشخاص المتوفين إكلينيكياً.