حالة من الغموض تحيط بالحرائق التى شهدتها واحة سيوة خلال الفترة الحالية والتى بدأت بحرائق محدودة فى بعض مزارع مشايخ سيوة وأقاربهم وانتهت بالحرائق المروعة التى أتت على عشرات الأفدنة بمزارع ممتدة بطول عدة كيلومترات بمنطقة مشندت بقرية المراقى الواقعة غرب واحة سيوة بحوالى 20 كيلومترا وتشير أصابع الاتهام لمهربى السلاح والمخدرات الذين يتخذون من هذه المنطقة أماكن تخزين وممرا أثناء عمليات تهريبهم عبر الحدود المصرية الليبية القريبة من المنطقة ورغم إنكار أهالى سيوة ذلك فى المحاضر الرسمية وعدم توجيههم الاتهامات لأحد إلا أن الشائع بين معظم الأهالى أن المهربين وراء ما حدث. أكد أحد مشايخ قبائل سيوة طالب بعدم ذكر اسمه أن مشايخ قبائل سيوة تقدموا خلال الفترة الماضية بمذكرة لقائد المنطقة الغربية العسكرية حول تزايد أنشطة التهريب بشكل غير مسبوق من ليبيا عن طريق سيوة وذلك عقب الثورة الليبية وتزايدت أعمال تهريب السلاح بكميات كبيرة وطالبوا بتشديد الحراسة وضبط الحدود لمنع المهربين من اتخاذ مناطقهم معبرا أو استغلالها فى تخزين للممنوعات المهربة. وقال الشيخ إن أمر المذكرة تسرب للمهربين خاصة بعد قيام قوات الجيش بعمل أكمنة بمنطقة المراقى والتضييق على المهربين الذين هددوا وتوعدوا بالنيل من مشايخ سيوة خاصة أصحاب المزارع بالمنطقة وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت اشتعال حريقين بمزرعتى الشيخ فتحى كلانى وأحد أقارب الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسى ثم جاء الحريق الأكبر والمدمر الذى اندلع بمزارع المنطقة عصر الثلاثاء وأنقذت العناية الإلهية أهالى المنطقة ولم يصب أحد منهم بسوء، وتم محاصرة النيران من الامتداد للمزارع المتلاصقة بعد أن دمرت عشرات الأفدنة ذات الأشجار المثمرة. وتمكنت سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدنى وسيارات سرية المطافىء بالمنطقة الغربية العسكرية من محاصرة الحرائق بعد تراجع سرعة الرياح بعد أن أتت الحرائق على مساحات تقدر بأكثر من 60 فدانا من الزراعات وأشجار النخيل والزيتون بعد وصول الدعم من مدينة مرسى مطروح بوصول 6 سيارات مطافىء للعمل بجانب حوالى 8 سيارات إطفاء تابعة للجيش والدفاع المدنى بمدينة سيوة وشركة خالدة للبترول واستخدام المعدات مثل اللوادر فى شق طرق لسيارات المطافى داخل المزارع. وصرح اللواء مدحت النحاس قائد المنطقة الغربية العسكرية بوصول 4 طائرات إلى مدينة سيوة تحمل معدات الإطفاء لتقوم بأعمال الإطفاء مع أول ضوء من صباح الأربعاء فى حالة عدم السيطرة على الحريق خلال الليل. وكانت قوات الجيش والشرطة وأهالى سيوة قد قاموا بإخلاء أكثر من 15 منزلا بالمنطقة التى اشتعلت النيران فى محيطها وإجلاء حوالى 90 شخصا منها خوفا من امتداد النيران إليها وتوفير القوات المسلحة مأوى لهم رغم أن أقاربهم وذويهم من أهالى سيوة قاموا باستضافتهم. وأكد اللواء النحاس ومسئولو الصحة بمطروح أنه لم يتم تسجيل أى إصابات بين الأهالى أو أفراد الإطفاء. وكان النائب بلال جبريل عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة وأحد أبناء سيوة، والنائب فرج العبد عن حزب النور قد تقدما بطلب استغاثة لمجلس الشعب المصرى والمسئولين لإنقاذ سيوة من الحريق الذى نشب بقرية " مشندت "، وقاموا بالاستغاثة باللواء مدحت النحاس قائد المنطقة الغربية. وأكد شهود عيان أن النيران المشتعلة لم يسبق أن شاهدها أهالى سيوة فى أى حريق سابق من حيث اتساعها وقوة وسرعة اشتعالها وتملكتهم المخاوف من أن تأتى على المنطقة بالكامل وأشاروا إلى أن المسئولين التنفيذيين والجيش والشرطة هرعوا لمكان الحريق عقب حدوثه وأشاروا إلى أنه لولا الجهود المضنية لرجال الإطفاء المدنيين والعسكريين ومساعدة الأهالى لهم ووجود بحيرات المراقى حاجزا من الناحية الشرقية لامتدت النيران وأتت على سيوة كلها، ولم تتضح بعد أسباب أو كيفية اندلاع الحريق وسط تأكيد البعض لاحتمالات حدوث الحريق بفعل فاعل وعن وجود تهديدات سابقة لمشايخ القبائل من أصحاب المزارع من مهربى السلاح والمخدرات من ليبيا عبر مناطق سيوة وخاصة مناطق المراقى وهو ما لم تؤكده أية جهة رسمية أومن أصحاب المزارع أنفسهم. على جانب آخر صدق اللواء طه محمد السيد محافظ مطروح الذى كان متواجدا بالقاهرة لحضور اجتماع مجلس الوزراء وقت الحريق على تخصيص صرف مبلغ مليون جنيه لمتضررى الحريق ولم توضح المحافظة كيفية وطريقة صرف هذا المبلغ وهل سيتم توزيعه كتعويضات أم قروض أو فى صورة مساعدات. موضوعات متعلقة.. محافظ مطروح: مليون جنيه لمتضررى حريق الزراعات بواحة سيوة بالفيديو.."الصحة": لا توجد أية إصابات فى حادث حريق سيوة