إذا كانت اللجنة الانتخابية الرئاسية، ورئيسها المستشار ممدوح مرعى، لم ترصد يوم 7 سبتمبر 2005 من أصواتى الانتخابية، سوى نصف مليون و40 ألفاً، و405 أصوات اختارونى رئيساً للجمهورية، فى أول - وآخر - انتخابات رئاسية مصرية، فأحسب أنه من واجبى أن أقدم شكرى لهؤلاء جميعاً وأن أفخر بهم جميعاً. مازلت أشم رائحة البطولة والفداء، تفوح من العديد من أقاليم مصر، التى سجلت فى 7 سبتمبر نموذجاً رائعاً، للإصرار على مواجهة التزوير، وتتربع على القمة محافظات الإسكندرية وبورسعيد والسويس وأسوان والبحيرة والغربية والشرقية وقنا والدقهلية وشمال سيناء وجنوبها وكفر الشيخ. كما تبرز وتأتى فى القلب مدن بعينها كانت نتائجها مبعثاً للفخر، والامتنان لأبطالها أولاها: المحلة الكبرى ونبروه ونجع حمادى وكوم أمبو وديروط ومنفلوط وبورفؤاد وغيرها. نصف مليون و40 ألفاً و405 قُبلات شكر وتقدير لشباب ونساء ورجال استطاعوا رغم القهر والتشويه أن يقلبوا بأياديهم العارية المقاييس والحسابات.. استطاعوا أن يهزموا الخوف والعوائق والعقبات ويلقنوا الجميع درساً فى معنى الإرادة والإصرار. شكراً.. لملايين خرجوا من منازلهم، وحرصوا على أن يقولوا كلمتهم سواء لم يسمح لهم بممارسة هذا الحق، أو وضعت أمامهم العقبات والعوائق... شكراً.. لمئات الآلاف، التى خرجت لاستقبالنا فى الجولات، والمؤتمرات الانتخابية التى عقدناها رغم ضيق الوقت «18 يوماً». شكراً.. لكل يد امتدت إلينا لتصافحنا عبر محطات قطار التغيير، لتشد على أيدينا ولتؤيد برامجنا، وأفكارنا وطموحاتنا لإصلاح هذا الوطن. شكراً.. لشباب شارك فى إدارة الحملة ووقف فى اللجان بصدره المكشوف وإرادته ليحمى حقه فى الاختيار فى مواجهة إغراءات المال والتزوير. سأظل لآخر قطرة فى دمى، ولحظة فى حياتى، مديناً بالفضل لكل نقطة دم نزفت من مواطن مصرى، دفاعاً عن حقوقنا المقدسة، وبلادنا المنكوبة بالاستبداد، وأخص منهم المصابين فى حادثة كفر صقر، فى 5 مايو 2005، وكذلك خالد محمد مرسى الذى أطلقت الشرطة فى بنها عليه النار، فأصابته فى قدمه لمجرد أنه يضع لافتات التغيير والإصلاح!! شكراً.. لمفتى الديار - الأسبق - الذى حضر إعلانى عن الترشيح من فوق منبر الجامع الأزهر وكذلك شيخ المجاهدين حافظ سلامة قائد المقاومة بالسويس. شكراً لرجل الدين فيلوباتير جميل راعى كنيسة السيدة العذراء بالطوابق، وعضو الهيئة العليا السابق للغد، على كل ما تحمله من وقف وغيره.. شكراً لقيادات أرثوذكسية وكاثوليكية وبروتستانتينية. شكراً.. وحباً لكل زملائى أعضاء الهيئة العليا للغد، وكذلك رؤساء وممثلو الغد بالمحافظات، وكذلك الزملاء أعضاء لجنة إدارة المعركة الانتخابية الرئاسية برئاسة السفير ناجى الغطريفى ولجانها السبع!! والدكتور عمر سيد الأهل والمهندس وائل نواره أصحاب الجهد الكبير فى حملة 2005. شكراً.. وتقديراً للخصم الشريف أسامة شلتوت رئيس حزب العدالة، الذى انفرد من بين الجميع بعفة اللسان وشرف الموقف واستقلال القرار. شكراً.. للذين هاجمونا فأعطونا الفرصة للرد. شكراً.. للذين سجنونا فأكدوا صحة كل كلمة قلناها. شكرا.. للثورة وشبابها وشهدائها ورموزها ولزملائى مرشحى الرئاسة القادمة. أقول للجميع.. سبعة أعوام ومازلت فى القيد والظلم.. ولا تزال الأغانى ممكنة (!!).