"العفو الدولية" تجدد إدانة المحاكمات العسكرية بعد الإفراج عن "البحيرى"

قالت منظمة العفو الدولية، إن إطلاق سراح أحد النشطاء المصريين الذى أمضى عاماً فى السجن بعد محاكمة عسكرية، هو بمثابة تذكير صارخ بأن المحاكم العسكرية لا يمكن أن تحقق العدالة للمدنيين.
وتحدثت المنظمة عن عمرو البحيرى الذى أُطلق سراحه بعد تخفيض فترة عقوبته من خمس سنوات إلى ستة أشهر وغرامة خلال إعادة محاكمته فى 15 فبراير الجارى، وحُكم عليه بالحبس ستة أشهر بتهمة خرق حظر التجول وتم تغريمه.
وكان البحيرى قد أدين فى مارس الماضى، من قبل محكمة عسكرية بخرق حظر التجول والاعتداء على ضابط بالجيش، وتم تصويره من قبل السلطات فى التلفزيون والصحافة الرسمية على أنه بلطجى.
وتشير المنظمة إلى أن البحيرى تعرض خلال فترة حبسه فى سجن الوادى الجديد، الذى يبعد حوالى 435 ميلا عن مدينته طنطا، للضرب والإهانة والإذلال، قبل أن يتم نقله إلى سجن وادى النطرون، حيث تم حبسه مع سجناء مدانين فى قضايا مخدرات وسرقة.
وأشار بيان أمنستى إلى أن البحيرى لم يحصل على حقه القانونى فى وجود محام له من اختياره خلال المحاكمة الأولى التى استمرت دقائق قليلة.
وقالت حسيبة حاج صحراوى، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، إن الأمر لم يقتصر على المحاكمة غير العادلة لعمرو البحيرى كمدنى أمام محكمة عسكرية، ولكن تم حرمانه من حريته لما يقرب من عام نتيجة لحكم صدر مع قليل من الاعتبار للأصول القانونية. وأضافت صحراوى أن البحيرى ليس وحده، فقد حُكم على آلاف المصريين من قبل محاكم عسكرية على الرغم من أنهم مدنيون. والكثير منهم إما بانتظار إعادة المحاكمة بعد أن استأنفوا ضد الحكم الصادر ضدهم، أو فقراء لدرجة لا تمكنهم من دفع تكاليف الاستئناف، أو ببساطة لا يعرفون أن لهم الحق فى الاستئناف.
وقد تم تبرئة البحيرى من تهمة الاعتداء على ضابط جيش مما يعنى أنه قضى كل هذا الوقت فى السجن فقط لخرقه حظر التجول.
ونتيجة لسجنه، فقد عمرو البحيرى عمله كسائق فى شركة للبضائع بطنطا. ونقلت منظمة العفو عن أخيه قوله إن عمرو متعب نفسيا جدا بعد محاكمته، فقد خسر وظيفته ودمرت حياته لمجرد أنه خرج للدفاع عن بلاده. وكان شقيقه قد قال إنه تم اعتقاله مع آخرين على أساس أنهم بلطجية الثورة.
ودعت صحراوى فى ختام البيان السلطات المصرية إلى التخلى تماما عن قانون الطوارئ والتوقف عن محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، إذا كانت جادة فى القطيعة الحقيقية مع عهد مبارك.