وزير التعليم: فترة حكم مبارك لها إيجابيات وسلبيات

قال جمال العربى، وزير التربية والتعليم، إن المجتمع إذا التزم بتعاليم الإسلام، لانتهت مشكلة أطفال الشوارع، وما خرج أطفالنا للشارع أو تمردوا على أعراف المجتمع وتقاليده، محملاً وزارة التربية والتعليم الجزء الأكبر من مسئولية ذلك، قائلاً: "حرمنا أطفالنا من التعليم على مدار عقود، ولم نوفر لهم القدر المناسب من الاهتمام، مما أدى إلى انجرافهم خلف الانحراف والجريمة".
وأضاف وزير التربية والتعليم خلال ورشة عمل بعنوان "المدارس الصديقة كنموذج إبداعى لبرامج الأطفال"، فى ظروف صعبة فإن أطفال الشوارع كلمة معيبة يجب ألا نصف أطفالنا بها، طالما أنهم عادوا إلى حضن الأم مرة أخرى، وحاولوا العودة إلى التعليم وانتظموا فى الدراسة، لافتا إلى أنه ليس من العدل أن نصفهم بالعقوق والعصيان بعدما رغبوا فى تأسيس حياة جديدة.
وأشار العربى إلى أن الوقت مناسب الآن لنزع فتيل أزمة أطفال الشوارع حتى لا يكون الطفل ملفا موجعا فى قلب مصر، داعيا إلى ضرورة توفير تعليم مناسب لهؤلاء الأطفال من خلال إعادة إلحاقهم فى العملية التعليمية مرة أخرى والمساندة النفسية لهم.
وأكد الوزير فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" على هامش الورشة أن مناهج التاريخ الخاصة بالصف السادس الابتدائى موضوعية ومتكاملة، تم دراستها من خلال لجنة متخصصة من الأساتذة والمؤرخين والجمعية التاريخية، وتمت مراجعة الكتاب وتنقيحه وفق رؤيتهم التى تصب فى خدمة العملية التعليمية.
وأوضح العربى، أن الإنذار الذى تسلمته الوزارة من المنظمة العربية للإصلاح الجنائى لن يتم بناء عليه تغيير المناهج أو التراجع عن تدريسها، لأن ما ترصده المناهج صحيح علميا، دون تسييس أو مزايدة، مؤكدا أن الوزارة تحرص على تقديم المعرفة للطالب دون أن يكون لديها مواقف مسبقة لأحداث أو أشخاص أو فترة من التاريخ حتى لو تعددت فيها السلبيات والمآخذ.
وأشار العربى إلى أن منهج التاريخ الخاص بالصف السادس الابتدائى يتعامل مع مبارك باعتباره رئيسا حكم مصر، من خلال سرد إيجابيات فترة حكمه وسلبياتها، التى كانت مقدمة لقيام ثورة 25 يناير المجيدة، لافتا إلى أن هذا تسلسل منطقى للوقائع والأحداث التاريخية لا يمكن بتره أو التخلى عنه.
وحول اعتصام 250 معلما وإداريا، من مدرسة جمال عبد الناصر التجريبية بالنزهة، أكد الوزير أن معلمى المدرسة يفتعلون المشكلات، خاصة أن مستحقاتهم المالية تصرف بشكل منتظم ولا يوجد سوى متأخرات قليلة لم تصرف وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، موضحا أنه جار حل مشكلاتهم ومحاولة تثبيتهم بوظائف حكومية من خلال محافظة القاهرة، إلا أن المشكلة الحقيقية فى درجاتهم الوظيفية، حيث إن بعضهم تجاوز ال50 عاما، وعندما يتم تسويته على الدرجة الوظيفية الموجود عليها سيتم تعيينه بدرجة مدير عام أو وكيل وزارة، مؤكدا صعوبة تحقيق هذا الأمر.
وأشار الوزير إلى أن من يرغب العودة إلى المدارس التابعة للمعاهد القومية من هؤلاء المدرسين، كما كانوا عليه من قبل عام 2010 فلا مانع من ذلك على الإطلاق، مشيرا إلى أنه حال استمرار الإضراب سيتم نقل الطلاب إلى مدارس أخرى من أجل المحافظة على سير العملية التعليمية ورعاية مصالح الطلاب.
من جانبه، قال الدكتور رضا مسعد السعيد وكيل أول الوزارة، رئيس قطاع التعليم العالى، خلال الورشة: "أطفال الشوارع هم فلذات أكبادنا، تركوا منازلهم ومدارسهم، وخرجوا إلى الشوارع بسبب صعوبة الأجواء التى عاشوا فيها بعدما فقدوا المثل الأعلى وأصبحوا قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر فى أى وقت"، مشيراً إلى أن بعض الجناة استغلوهم فى الأحداث الأخيرة وأعطوا لهم قنابل المولوتوف لإحراق المجمع العلمى دون معرفة قيمته التاريخية والثقافية.