بيزنس البرامج الدينية لا يخفى على أحد، فهو من أكثر نوعيات البرامج قدرة على اجتذاب الإعلانات، وهذا يأتى على لسان بعض صناع هذه البرامج أنفسهم، لكن.. لكل شىء حدود، ولكل شاشة سمات تخصها، هناك قنوات دينية تعلن ذلك بوضوح، وشاشات أخرى تستعين بالبرامج الدينية، على اعتبار أنها أحد اهتمامات مشاهديها، ورغبةً منها فى تغطية جميع احتياجات جمهورها، وهنا من المنطقى أن تكون نسبة تواجد هذه البرامج على الشاشة محدودة، لكن أن يتزايد عدد هذه البرامج نسبياً، بالنسبة لكون قناة ما هى بالأساس قناة منوعات أو قناة عامة، أو أن «تتزيد» قناة ما فى تقديم موضوعات يعتبرها البعض دينية، هو مبالغة، تقترب لحد النفاق لجذب جمهور أكبر.. والسلام، وهذا للأسف حال القناة ذات الشعبية «دريم». لا يفتقد المذيع «أحمد عبدون» النجومية على الإطلاق، فهو يقدم البرنامج الشهير جداً «عم يتساءلون» أحد أكثر البرامج شعبية على «دريم 2»، حتى أنه يحظى بنسبة المشاهدة العالية نفسها على مدى ست سنوات كاملة، وصل فيها عدد حلقاته إلى خمسمائة، وهو رقم لا يحظى به الكثير من البرامج. البرنامج الذى يثير كثيرا من القضايا التى تخشى برامج أخرى إثارتها، قدم فى حلقته السبت الماضى، ضيفاً يجرى «رقية شرعية» على الهواء مباشرة ! الشيخ «إبراهيم عبد العليم» كما عرّف به «عبدون» يقدم مجاناً ولوجه الله، خمس رقيات يومياً، لمن يحتاجها شرط أن يتصلوا على خط تليفونى خاص بكلفة معينة للمكالمة للحصول على دور فى طابور الانتظار. بوضوح شديد، هذه النوعية من الفقرات، لا تليق بالبرنامج، الذى يستطيع توظيف مساحته الزمنية فيما هو أفضل، فإذا صادف مشاهد هذه الفقرة من البرنامج، قد لا تكون دافعاً له لاستكمال بقية الحلقة، ربما تكون دافعاً لآخرين، قد تجذبهم هذه النوعية من الفقرات، وبالتأكيد فإن مشهد «أحمد عبدون»، وهو مستكين للشيخ الذى يجرى له الرقية، لم يكن يليق بمذيع، يمتلك القدرة على مناقشة موضوع حساس وصعب كالمثلية الجنسية فى الفقرة التالية، التى استضاف فيها د. «سعاد صالح» وطبيبا نفسيا، فى فقرة مرتبة، استقبلت اتصالات اعترف فيها مشاهدون بما لا يمكن تصوره عن تجاربهم مع المثلية. ليست المرة الأولى ،التى يناقش فيها «عم يتساءلون» مثل هذه الموضوعات بنجاح، يدفع صناعه لطرحها مرة أخرى، خاصةً مع كونها تحقق نسبة مشاهدة عالية، وهو ما يوجب عليهم الانتقاء فيما يقدمونه سواها، للحفاظ على مستوى يليق بالخدمة التى يفترض بالبرنامج أنه يقدمها.