هناك حدود للعب مع الدولة.. قد يتصور البعض أن الدنيا في مصر سايبة وهو اعتقاد خاطئ تماماً.. علينا أن نفرق ما بين حدود الحرية والحدود التخريبية ونعلم جيداً أن الخروج من وإلي المساحتين أمر يجعلنا نقولها بوضوح.. علي الشخص أن يتحمل هنا خياراته.. قد تظهر بعض الجهات جانباً من التراخي في سبيل تحقيق شخص أو فئة ما غرضاً خاصاً بعيداً عن العمومية.. وقد يتصور فرد أنه أكبر من القانون.. وأقوي من الشرطة. وأهم من قانون أن ندعو جميعاً لاحترامه لأنه سند القوي قبل الضعيف، والدليل صرخة المتهم طلبا لعدل القاضي.. ليس هناك متهم فقير وآخر غني.. بعض الأندية هنا ومعهم سمير زاهر تصور أنه يمكنه أن يكون خارج الحدود يغرد منفرداً فقد تصوروا أن الدولة ضعيفة.. والناس مشغولة.. من هنا جاءت دعوة حرق مصر علي يد مجموعة من الأندية بعد أن قرروا عدم بث مباريات الدوري علي تليفزيون مصر وغيرها.. الأزمة هنا أن الموقف كان من الممكن أن يمر ولكن الجديد أن الأندية في طلبها الأخير أراها مغالية وظالمة وأن أنس الفقي وزير الإعلام كان متسامحاً ومتعاوناً إلي أبعد الحدود، والرجل علي دراية بكل أدق تفاصيل العملية الكروية بكل أبعادها وألوان البيزنس فيها ولأنه نجح في توفير 15 مليون جنيه لخزينة التليفزيون من عملية بسيطة خاصة ببث وتجهيزات إذاعة مونديال الشباب لكرة القدم بعد أن كشر عن أنيابه مهدداً بفضح كل من يتصدي للموضوع.. في النهاية فاز أنس الفقي وانهزم من طالب التليفزيون ب4 ملايين دولار. التليفزيون في هذا الموقف بالذات فعل ما عليه ورفع السعر المتفق عليه ولكن الأندية طمعت وزاهر تصور أن الأمور سهلة.. قرار إذاعة وبث مباريات الدوري كشف للجميع أن هيبة الدولة لا يمكن لأحد أن ينال منها. وإذا كانت في بعض المواقف تترك مساحات للآخرين للاقتراب منها، فهذا ليس معناه أن تظهر البلطجة بكل صورها وتنتشر فكرتها وإلا سوف ندفع جميعا الثمن! لواء حبيب العادلي وزير الداخلية بعد التشاور مع كل أركان الدولة. وم. حسن صقر تشاور مع أنس الفقي، والأخير تشاور مع أحمد نظيف رئيس الوزراء وتحركت الدولة وقالت لا أو ستوب لطمع الأندية.. ولمطالب غير شرعية وغير مقبولة. الأرشيف الرياضي لمصر أري أن تليفزيون مصر هو أفضل الجهات التي يمكنها أن تحافظ عليه.. دون غيرها.. وإذا كان زاهر يسعي لتعظيم عائد تجاري من جراء إعادة بيع مباريات المنتخبات والسوبر أذكره أن م. حسن صقر المسئول الحكومي علي مكتبه طلبات ب5 ملايين جنيه لإعداد المنتخبات الوطنية.. هذا معناه أن الحكومة مشكورة تتحمل الضريبة دون ضجيج. م. حسن صقر رصد للأندية الشعبية واستادات مصر 380 مليون جنيه منها 36 مليوناً مساعدات مباشرة حتي الدفعة الثالثة واستادات مصر تجدد شبابها ب180 مليون جنيه. إذا علي الأندية أن تتفهم وتعترف بما تقدمه الدولة من مساعدات مالية مباشرة وغير مباشرة وعلي الأندية واتحاد الكرة وغيرهما الاعتراف أيضًا بأن عليها حزمة واجبات والتزامات منها حق المواطن لمشاهدة منتخب بلاده وغيره من الفرق المصرية علي شاشة تليفزيون مصر. أرجو أن تختفي لافتة لا للبث التليفزيوني من قاموس تهديد الأندية.. فالموقف يؤكد أن الدولة مصممة علي إتاحة الفرصة للجميع للعب داخل المساحات المحددة لكل مجموعة دون تقاطعات. إذا كان لأي طرف حقوق فالتفاوض هو الصفة المثلي.. وقد كان من ذكاء أنس الفقي تفويض حسن صقر لغلق ملف أزمات الأندية بصفته الأب الشرعي لها.