كثيرا ما استوقفتنى جملة جارحة قاسية تخرج من لسان أقل ما يقال عن صاحبه، إنه إما متحامل وغير محايد وإما ديكتاتورى لا يرى فى الدنيا سوى صواب رأيه وجهل الآخرين، هذه الجملة تحديدا والتى تطعن فى أهلية شعب بأكمله لسبب واهٍ، هذه الجملة سمعتها لإعلاميين كثر وقرأتها ( لأدباء ومفكرين ومثقفين) وهى إن البرلمان الحالى سيكون أسوأ برلمان على مر التاريخ وهو لا يعبر عن الشارع وهو سيسقط سريعاً! ونسأل لماذا؟ فيأتينا الجواب العبقرى الذكى (الحاقد) ويقول إن الحزب الوطنى (المحظور) كان يزيف ويزور فى أوراق الانتخاب وهذا شىء هين، أما فى هذا البرلمان فوأسفاه ويا حزناه ويا خيبتاه فلقد تم تزوير (إرادة) الناخبين.!!! ونسأل مرة أخرى ولماذا تم تزوير إرادة الناخبين وكيف تم ذلك؟؟ فيجيب العباقرة الأفذاذ: أن المرشحين الأشرار استغلوا (جهل وأمية) معظم أبناء الشعب المصرى فلوحوا له ببطاقة الدين وإضافة إلى ذلك منحوه كيس سكر وكيس أرز وكمان زجاجة زيت!!!! المصيبة لم تنته عند هذا الحد من السفه والتسفيه وإنما ازدادت باهتمام معظم وسائل الإعلام بهؤلاء مدعى النخبة، والنخبوية منهم براء، وادعوا العلم ووالله إن العلم عنهم لبعيد بل هم من أسسوا وصنعوا وألفوا للجهل كتبا وطرقا وكانوا هم أول من ساروا عليها واتبعوها. وأقول بأعلى صوتى صارخا أيها المدعون هل سمعتم عن مثل ردده أجدادنا العظماء الذين بالطبع سينالهم من وصفكم بالجهل نصيب. ( إللى اختشوا ماتوا) ألم تسمعوا عن كلمة ليست مخترعة ولكنها قديمة قدم الكون كلمة تصف حالكم وما أنتم فيه كلمة (عيب) عيب والله عيب أن تصفوا شعباً انحنى له العالم أجمع احتراما وتقديرا بهذه الصفات الدنيئة. هذا الشعب الذى ثار يوم أن علم أن الثورة ستؤتى ثمارها. ألم تتذكروا قولة قائد من قادة أوروبا حينما قال (لما العجب فالمصريون دائما يصنعون التاريخ) ألهذه الدرجة هانت عليكم مصر فتصفوا شعبها بالجهل والتسول؟؟ صدقونى أنتم كنتم ومازلتم وستبقون منبوذين من جموع الشعب العظيم. المصيبة الأخرى التى أريد التعريج عليها: أن هذا الكلام صدر مؤخرا من .... عضو مجلس شعب!!! وأقول له يا سيادة النائب ألهذا فقط دخلت المجلس؟؟ أدخلت المجلس فقط لتنتقد وتهاجم أحزاب الأغلبية الذين اختارهم الشعب بإرادته؟؟؟ فأنا يا سيادة النائب لا أجد لك إلا وصفا واحدا وهو أنك بائع لوطنك والسبب أنك تعادى معظم الشعب وتشكك فى أهليته وعقله... سامحكم الله وأدعو الله أن ينير بصائركم لتروا بأم أعينكم أن الشعب المصرى ليس جاهلا ولا متسولا ...