تتمتع جموع الإخوان بمبدأ السمع والطاعة المطلقة لقرارات القيادة أيا كانت بحجة توحيد الرأي وهو مبدأ لا إسلامي ولا ديمقراطي ولا حتى باذنجاني. ومامن أحد يعترض على أي شيء ويعلو صوته حتى يتم فصله ويعتبرونه منشقا على الجماعة والأمثلة كثيرة. فهل مكتب الإرشاد والمرشد العام أشد حصافة وعدالة ونجاعة من الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما انبرى أحد الرعية ليواجهه بخطأ لم يقترفه وجور لم يفعله ويقول (لاسمعاً لك ولا طاعة) ولم يهدأ المواطن المسلم الحر حتى فسر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الأمر وقال أنه أعطى نصيبه لأباه وجلس الرجل ولم يمسه سوء. هل تجرأ أحد من الإخوان مرة وقال للمرشد السابق لا سمعا لك ولا طاعة يا مؤيد الروافض والمد الشيعي ويا عضو جماعة الشبان المسيحيين؟ (انقر هنا لرؤية تصريحات المرشد). هل خرج أحد الإخوان عن الخط المرسوم للأعضاء بالتزام (الموت) لا الصمت فقط في قضية الأخوات الأسيرات في سجون الكنائس والأديرة؟ هل نطق أعضاء مكتب الإرشاء من كلمة حق في حق كاميليا ووفاء وأخواتهما؟ هل سير أعضاء الإخوان مظاهرات من أجلهن كما فعل غيرهم من المسلمين جماعات وفرادى؟ هل يحق للمرشد أو أي مخلوق السمع والطاعة على الدوام يا جماعة؟ هل جماعة الإخوان تعلوا وتسمو على الثوابت لدرجة أن الافتراء على الشيخ حسن البنا في مسلسل قامت له قيامة الإخوان والافتراء على عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما مر على الإخوان وهم نيام يحلمون بمقاعد البرلمان التي تمكنهم من الشجب والاستنكار عند إجازة كل قرار؟ لا أيها السادة القراء فوالله لعرض النبي صلى الله عليه وسلم أجل وأعلى مني ومن أهلى ومن كل الإخوان أولهم وآخرهم. ومن لم ينتفض للدفاع عن الثوابت لا يحق له بحال من الأحوال أن يتفوه بأنه ذو توجه إسلامي. لقد سئمنا الصفقات التي يروح ضحيتها شباب الإخوان وأفذاذهم بينما يبقى القادة في مأمن من الغبن والاعتقال. والعيب ليس في القيادة لإبراء الذمة لكن العيب في منهج الإنقياد الأعمى حتى بعد أن ثبت أنه يقدس حسن نصر إيران وينزله منازل المجاهدين. أعلم أن هناك من الأتباع العميان سينتفضون للرد على المساس بالمقدس الإخواني (المرشد قدس سره) ويكيلون لي التهم شرقاً وغرباً، لكني أوجه لهم أيضاً هذه الأسئلة: 1- هل سمعتم إنتقادا إخوانيا للمذابح ضد الإخوان في إيران وسوريا (واسألوا عن ذلك كتابات موفق زيدان)؟ إذا كان من حق إيران أن تبيد أهل السنة (ومنهم الإخوان المسلمون هناك) وأنتم صامتون ومن حق سوريا حرق العلماء وأنتم خامدون لأنكم ترونهما بعين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة، أليس من حق حكومة الحزب الوطني إبادتكم فلا تنطقون. 2- أليس تقزيما لشعب مصر واحتواءاً له أن ينتظر المسلمون حراك الإخوان (الذين ملأوا الدنيا صراخاً ووعيداً بالأمس: إحنا الإخوان الله أكبر .. أقسمنا يميناً لن نقهر... فكتاب الله بأيدينا ... نقتحم اليابس والأخضر)، بينما تتبع جموع الإخوان أصابع المرشد بلا تفكير؟ ألا يختصر ذلك الكثير على الدكتاتور بالسيطرة على مكتب المنيل ليتحكم في شعب بأكمله؟ عندي سؤال أخير: مالفائدة التي عادت على مسلمي مصر من وجود حركة السمع والطاعة لإشارات مرشد الجماعة الذي لا يخشى تململ الأتباع من أي قرار يتخذه؟ وإلى كل عبيد مراجع التقليد: استريحوا لست شيوعياً ولا علمانياً ولا أمريكياً وليبرالياً ولا مباركياً ولا صوفياً ومع كامل الاحترام لست سلفياً. إني مجرد مسلم أتبع القرآن والسنة مصري الجنسية لا أنتمى لأي تنظيم على الإطلاق لكني أرى وأسمع وأتكلم.