نتعجب جميعاً مما يحدث بمصر ونتساءل عن الأسباب ويعتصر قلوبنا الألم على الضحايا الذين سقطوا ويسقطون ونتحدث عن الأيدى الخفية وراء الأحداث ونتبادل الاتهامات والبعض يطالب بالتعقل وعدم الانسياق للمؤامرات والفتن.. ثم ماذا بعد؟ رؤوس النظام السابق فى السجن، فهل هذه الشخصيات" التى خربت البلد من قبل وعملت على هدمه ونهبت الملايين والمليارات التى لو عاشت مئات الأعوام لم تكن لتنفق هذه الملايين المنهوبة التى حرمت أبناء الوطن منها" استسلمت لوجودها خلف جدران السجون؟ وهل ستقبل أن تصدر بحقها أحكام بالسجن لسنوات وأن تصادر هذه الأموال التى فعلت كل ما يمكن فعله لنهبها؟ بل قد يذهب خيالنا الساذج لأبعد من ذلك فنتصور أنهم تابوا وأنابوا وعادوا إلى الله وشعروا بجرمهم وندموا عليه وزهدوا فى كل شىء، بل أصبحوا سعداء بسقوطهم وسجنهم وبنجاح الثورة ويتمنون الخير لمصر. علينا أن نفيق ونعلم أن الرابضين خلف جدران السجون الآن هم شخصيات عتيدة فى الإجرام ولقد سولت لهم أنفسهم من قبل نهب خيرات البلد وقتل الآلاف حرقاً وغرقاً وتشريداً وتجويعاً وتعذيباً ومرضاً لمنافع دنيئة.. فلا يجب أن نتوهم أنهم سيذعنون ويمتثلون للعدالة وأن ينفذ فيهم أحكام القانون بل سيجاهدون ويحاربون بكل ما لديهم من إجرام حتى النهاية. سيشعلون الفتن فى البلد ويعملون على انقسام الشعب وسقوط الضحايا حتى ينالون مبتغاهم بالحصول على منفذ لهم للخلاص والنجاة، مستخدمين فى ذلك كل الوسائل غير المشروعة مستعينين برجالهم وأتباعهم خارج السجون مستخدمين الأموال والوعود بالمناصب حين عودتهم إلى سلطاتهم ومناصبهم التى تركوها مجدداً. لذلك يجب الإسراع فى محاكمة كل فاسدى النظام السابق حتى نغلق هذه الصفحة تماماً ونحمى مصر وأهلها من مخططاتهم الدنيئة وأن نسد الطريق أيضاً على كل الفتن والمؤامرات الخارجية التى تُحاك لنا.