تلك الجملة ضيف أساسى(شخصيات أمنية ورموز فى ''الوطنى'' وراء تلك الكارثة) بعد كل كارثة نصاب بها بعد نجاح الثورة نجد تلك العبارة تتداول على وسائل الإعلام المختلفة فى أحداث محمد محمود قيلت وتداولت وكتبت، وفى مجلس الوزراء قيلت وتداولت وكتبت، وبعدما نظن جميعاً أن الحقيقة ستنجلى، وأن النائب العام ونوابه قد أمسكوا بأول الخيط للوصول إلى الجناة والمتآمرين وخونة هذا الوطن. والموالين لنظام بائد استفادوا منه بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، ولكننا مازلنا نحبو وراء الحقيقة التى تقول ذلك، والتى تلوح فى أفق الأمل، ولكنها تخفت وتتلاشى، وتظهر كأنها لم تكن، أو تردد فى أى وسيلة فماذا يفعل هؤلاء الخونة لكى تختفى سيرتهم، وتذهب أعمالهم ودناءتهم وخستهم، حتى لا يقبض عليهم، وأين تذهب جدية التحقيقات والنتائج، والتى أوصلتهم لطرف الخيط، والتى بعدها نعتقد أننا فى انتظار سلسلة رهيبة من المفاجآت والحقائق ستوصلنا لخونة مصر، الذين هان عليهم وطنهم، والذين ترعرعوا فيه، وأصبحوا ذوى قيمة وأسماء لامعة. لماذا استكثرتم على هذا الشعب المغلوب على أمره والمكبوت ثلاثين عاماً أن ينعم بالحرية؟ لماذا استكثرتم على شعب عانى من الفقر ومن الذل ومن الخداع، وكثيرا ما استنفذتم خيراته وموارده لحسابكم الخاص، وكأنكم الأسياد وهم العبيد. استكثرتم على شعب مصر الكادح ثورة تستعيد له كرامته، فتحاولون أن تفسدوها بأفعالكم ودناءتكم وبجبروتكم وبقلوبكم الجاحدة، وتتفننوا من آن لآخر وعلى فترات قصيرة تجعلهم لايستطيعون أن يلتقطوا أنفاسهم من ارتكاب جرائم آثمة لتزيدوا أياديكم الدنسة من دماء هذا الشعب الطاهر لتسود الفوضى والفرقة بين أجنابه بفضل تدبير الأفاعى الذى تقومون به للقضاء على طموحاته، فبدلاً من أن تنصهروا بين جموعه لتكفروا عما اقترفتموه من آثام وتضعوا أياديكم فى أياديهم لتطهروها منها، أنتم تبذلون قصارى جهدكم لهدم الوطن وكأنكم تنتقمون بأحط أنواع الانتقام والخيانة من شعب برىء حطمتموه بجشعكم واستغلالكم وقلة إيمانكم بقيمة الأوطان. ومن هنا نطالب بالكشف وبالتفصيل عن الجناة والمحرضين مهما كانت مكانتهم عن آخر جريمة شنعاء قاموا بتدبيرها هم وزبانيتهم من مصاصى الدماء ومعدومى الضمائر والأحاسيس والذين هم عار على هذا الوطن العريق بماله من تاريخ فى النضال وحضارة يشهد لها العالم بالبنان والعراقة والأصالة. فدم 73 شهيداً أو أكثر فى بورسعيد، وبعد أن ترددت تلك العبارة (شخصيات أمنية ورموز فى ''الوطنى'' وراء تلك الكارثة) لن نفرط فيه ولن نضيع حقوقنا، وسنظل متشبثين بحقوقنا، مناضلين من أجل الإيقاع بكل الخونة الباكين على النظام البائد دون النظر إلى الهدف الأسمى، وهو الوطن الذى لا يعرفون معنى حب الأوطان ولم تسل دموعهم عند ذكر اسم وطنهم فى الغربة، ولم يقدروا معنى وسمو كلمة مصر التى ذكرت فى القرآن لتكون سالمة آمنة لنقول ادخلوها آمنين سالمين لن تنال منها خيانة الخائنين والمتملقين والمتسلقين على أكتاف أبنائها الثائرين إلى من يحبها أكثر من نفسه لنكون فى رباط إلى يوم الدين.