اتفق عدد من المثقفين والمفكرين المصريين والعرب على ضرورة قيام المثقفين العرب بإعادة قراءة التاريخ البشرى قراءة متأنية، وبحث دءوب، لكتابة التاريخ خاصة الجانب العربى بدلاً من تناول كتابات التاريخ الغربى عن التاريخ العربى الأحق بالاهتمام بدلاً من التاريخ الفارسى والتركى والتى قطعت شوطا كبيرا فى هذا المجال. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم، الأحد، بعنوان "مشروع إحياء تراث عصر النهضة الإسلامى"، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الثالثة والأربعين، وتحدث فيها كل من الدكتور محمد كمال إمام، بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، والمفكر الإسلامى اللبنانى الدكتور رضوان السيد، المفكر المغربى سعيد العلوى، وأدارها الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية. وأشار "سراج الدين" إلى أن مكتبة الإسكندرية كانت ولا تزال سباقة فى تقديم الفكر النهضوى من خلال كتب المفكرين النهضوين الإسلاميين التى أثرت العالم شرقًا وغربًا بالمعرفة بما تحتويه هذه الكتب من أفكار نهضوية، والتى من شأنها الرقى والتقدم بمجتمعاتنا العربية. كما أشار "سراج الدين" إلى أن أهم لحظة مرت فى حياته هى عند اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، ووجود الشباب المصرى الذى رفع اللافتات المناهضة ل"مبارك" وقيامهم بحماية مكتبة الإسكندرية من خلال الدروع البشرية حول المكتبة. وأوضح محمد كمال إمام، أن كل الثورات فى العالم لا بد وأن يسبقها إطار ثقافى يسود فى المجتمع، مستشهدًًا بالثورة الفرنسية، والتى كان ورائها أعمال كثيرة يأتى على رأسها فلاسفة الموسوعة الثقافية الغربية وكل من "ديدرو وفليتر"، متسائلاً: لماذا تستمر نفس طريقة الكتابات النهضوية ونفس الأسئلة المطروحة مع أنها هى نفس الكتابات والأسئلة التى كانت مطروحة فى الماضى كما أنها لم يتم الإجابة عليها وتحتاج إلى إجابات؟. وأكد "رضوان السيد" على عدم رضاءه عن عدم وجود مشروع ثقافى لكتابة التاريخ خاصة الجانب العربى بدلاً من تناول كتابات التاريخ الغربى عن التاريخ العربى الأحق بالاهتمام بدلاً من التاريخ الفارسى والتركى والتى قطعت شوطا كبيرا فى هذا المجال، كما أكد "رضوان" على أن العلاقة بين العرب مع بعضهم غير صحية قديمًا وحديثًا وهو الأمر الذى قد يعوق مثل هذه المشاريع النهضوية للوطن العربى. وأكد المفكر المغربى سعيد العلوى على حتمية إعادة إنتاج خطة شاملة تقود إلى ما أسماه بالنهضة العربية الثانية، والتى نعيشها الآن من خلال ثورات الربيع العربى. كما دعا العلوى جميع المثقفين العرب إلى قراءة التاريخ البشرى مرة أخرى قراءة متأنية حتى يخرجوا من قرائته بنتائج إيجابية تساعدهم على تقديم أفكار نهضوية قد نستفيد منها وتضاف إلى إنجازات الربيع العربى.